مفجع حد المرارة؛ ما قام به الصهيونيون الإسرائيليون الإرهابيون بـ" قافلة الحرية" التي كانت تحمل 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية في تسع سفن؛ للمرضى والجائعين والمعاقين والمشردين الفلسطينيين في غزة؛ نتيجة الحصار غير الإنساني وغير المشروع دوليا؛ وللأسف استمراره لما يقارب أربع سنوات أمام صمت دولي مطبق؛ لطفلة المجتمع الدولي المدللة "إسرائيل" التي تخرج في كل مرة ضحية لأعداء السامية؛ وكأنهم هم الوحيدون الساميون على وجه الأرض!! ليُوصف العرب بدم بارد في كل مرة يصرخون لينددوا  بمجازر واعتداءات صهاينة إسرائيل؛ أن العرب عنصريون وأنهم ضد السامية!! كما يبررون بخبث إطلاق رصاصهم في قلوب الأطفال بقولهم "سامح الله الفلسطينيين لأنهم يجبروننا على قتل أطفالهم"!!!!

وبصراحة شديدة؛ هل سيستمر هذا الصمت الدولي، وهذه السلبية الإسلامية العربية، بعد أن تعرضت قافلة الحرية الإنسانية صباح الاثنين الماضي لمجزرة صهيونية إسرائيلية!؟ وكانت تحمل 750 متضامنا مع إنسان غزة، والذي يعاني من الفقر وموت كبار السن والمرضى، وجرائم التشريد للأطفال المحرومين من الحلوى والألعاب، نتيجة هذا الحصار غير الإنساني دون أن يحرك أحد أمامه!؟ هل سيستسلم المجتمع الدولي والإسلامي لما تزعمه إسرائيل الإرهابية أن "مجزرتها" نتيجة تعرض جنودها المسلحين بالرشاشات من اعتداء هؤلاء الإنسانيين دون أسلحة؛ والذين قطعوا البحر من أجل إلقاء بيانات دعم ونجدة للجائعين؟! هل معقول اعتبار السكاكين أسلحة أمام الرشاشات التي أخرجت رصاصها الدموي المتطرف تجاه رؤوس وصدور هؤلاء المتضامنين مباشرة؛ ما يؤكد نية القتل لا الدفاع كما يكذبون!؟ ألم يحن للمجتمع الإسلامي الذي يمتلك مساحة شاسعة من الخريطة الجغرافية تتوسطها إسرائيل من عمل شيء!؟ أي شيء!؟ لماذا لا تُعاقب اقتصاديا وتحاصر كما غيرها من الدول وتفرض عليها عقوبات دولية؟! بل لماذا لا تُوقف الدول التي طَبّعت علاقتها معها الآن تعاملاتها الاقتصادية والسياسية؟! إذ ليس من المعقول أبدا ما يحصل!؟ والسكوت أمام تماديها يوما بعد يوم سيجعلها تتمادى عسكريا ودمويا حتى على حدود من طبعت علاقاتها معهم؛ ولا يغيب عن أذهاننا أبدا المخطط الصهيوني الجغرافي!!.

ولا شك أن الفرقة الفلسطينية السياسية من أهم الأسباب التي تدفع بإسرائيل إلى هذه الدموية دون اكتراث؛ فيما يتمادى هذا الصمت الدولي الموجع حد الموت نتيجة ذلك؟! ألم يحن لحماس أن تتنازل عن غرورها قليلا من أجل إنسان غزة وتتنحى عن الحكومة؟! ألم يحن لفتح أن تتواضع أكثر أمام غرور حماس؟! ألم يحن لإنسان فلسطين أن يرتاح قليلا من رؤية الدماء والدمار ولطفلها أن يلعب باطمئنان بعيدا عن المدرعات وصوت الرصاص!؟

أخيرا؛ أخشى ما أخشاه أن يكتفي العرب والمسلمون بالثرثرة كما اعتادوا في القنوات ووكالات الأخبار في كل مرة تقوم فيها إسرائيل بمجازرها؟! ورحم الله تعالى شهداء قافلة الحرية وأسكنهم فسيح جناته؛ وكان الله في عون إنسان فلسطين وأطفالها.