مضت مواجهتا الاتحاد والهلال في دوري أبطال آسيا2011 أمام بيروزي وسباهان الإيرانيين بسلام بعدما كانت المخاوف تساور البعثات السعودية من تعرضها لمكروه على أياد المتعصبين للمذهبية والعرقية في إيران، إلا أن ضمانات الاتحاد الآسيوي قالت كلمتها بعدما كانت المخاوف تسيطر على البوابات الهلالية بشكل أكبر.
كما أن نجاح الضمانات التي قطعها رئيس الاتحاد القاري محمد بن همام دفعت بوصلته الانتخابية لتولي عرش كرسي الفيفا نحو الأمام؛ بعدما تجاوز نصف الاختبار وبقي الجزء الآخر في مواجهتي النصر والشباب المقبلتين، قبل أن نعرف مصير لقاءات دور الـ 16 في البطولة.
ومن خلال القراءات السابقة للمخاوف السعودية من المواجهات الكروية في إيران، نجد أن الإعلام ساهم وبشكل كبير في تعزيز تلك المخاوف وممارسة الضغوط الإعلامية على الاتحاد القاري من أجل زيادة الحرص في تأمين السلامة للسعوديين أينما حلوا وارتحلوا، وكانت الأيام التي سبقت تلك المواجهتين أشبه ما تكون حرباً باردة بين الوسطية السعودية والتطرف الإيراني، وهذه الحرب أضافت خبرات جديدة للطرفين في كيفية التعاطي مع الأحداث وفي كيفية تفادي المخاوف من الجانب السعودي وتهدئة التعصب المذهبي والجماهيري من قبل الجانب الإيراني.
في خضم الأحداث وتلاطم الأمواج في الروايات والحكايات ونشر الشائعات في الجوانب المتضادة بشكل عام، نجد أن الإعلام هو المحرك الأول لها برسم صور بلاغية وأشكال من المبالغات الإعلامية؛ من أجل تزيين الأخبار في ظل وجود منافسات حامية بين الوسائل الإعلامية، وفراغ الساحات الرياضية من أحداث يستطيع كل جانب إعلامي تحريك مياهها الراكدة.
وطالما أننا نخوض في غمار تلك المياه، نرقب ونلاحظ ونستمع بين الفينة والأخرى شائعات تنطلق من أفواه المراهقين والمرجفين؛ كشائعة إطلاق النار على البعثة الاتحادية في إيران بعد لقاء بيروزي وانسحاب الهلال على إثرها من أصفهان. وهذه الإشاعات وغيرها مما نسمعه على صعيدنا المحلي، لها أثر سلبي على ذوي ومحبي المتضررين، قد تصل لجلطات قلبية أو وفيات دماغية ـ وقانا الله وإياكم شرها ـ، ومطلقوها آثمون، ولو عاش أي منهم موقفاً واحداً وشاهد أثره السيئ على أي من أفراد أسرته لما أطلقها ولما تمنى ترويجها.
الشائعات لها فوائدها لكن في حالات محددة في الحروب لا في الرياضة التي من شأنها معالجة تبعات الحروب.