(1)

عُرف مجتمع جازان بمجتمع العلماء والأدباء والفنانين، وما يزال كذلك، إذ لفت انتباهي وجود عدد هائل من شبابه المعاصرين ينبئون بمد أدبي جارف، وقد يؤسسون لظهور مدارس أدبية وفنية جديدة لم يسبقهم إليها أحد، لكنهم غير موجودين في الساحة، فلم تبحث عنهم أضواء الإعلام، أو ربما هم لم يبحثوا عنها بإرادتهم، وربما بغير إرادتهم.. سأحاول أن أخصص لهم عبر زاويتي هذه في صحيفتهم الوطن مجالاً لشتى فنونهم الأدبية تحت عنوان (من سحارة جازان) أقدم فيها- كلما تيسر لي الأمر- شيئاً من نتاجهم الذي كتبوه ثم أخفوه في سحاراتهم.

(2)

الصديق الشاعر الشاب أيمن عبدالحق، هو القاص الذي (لا أعرفه).. إنه من بيت علم وأدب، يقضي جل وقته بعيداً عن أسرته، قريباً من مجتمعه؛ قدم لوطنه كل شيء يملكه (العقل.. الوقت.. المال.. القلم) فما نودي إلى عملٍ ثقافي أو فكري أو إنساني إلا ولبى النداء.. عرفه الناسُ شاعراً، لكنّ أحداً لم يكن ليعلم أنه قاصٌ من طراز فريد، حتى أستاذه الشاعر الكبير إبراهيم صعابي الذي أخذ بيده مع أول قصاصة سطر عليها شعراً في حياته، حيث فوجئ به يحصد جائزة الأمير محمد بن ناصر للقصة القصيرة متفوقاً على أقرانه.

أرى أن نكتب عن مثل هؤلاء الشباب- في كافة مناطق المملكة- من السائرين على خطى النجاح، الحريصين على استثمار أوقاتهم، لا يعبثون بها فيما ليس من ورائه طائل، مقدمين لوطنهم كل ما بوسعهم من ثمار الخير والأدب.

(3)

شاب في مقتبل العمر اسمه عبدالعزيز الساحلي، يعلق على مقالات الكتاب باسم (ممرض عاطل) وهو فعلاً يحمل شهادة في التمريض ولم يجد عملاً في وزارة الصحة، فأخذ يستثمر وقته في الكتابات الوطنية حتى أصبح لديه ما يشبه المؤلف.

ذات مرة علّق على مقالٍ في موقع الصحيفة الإلكتروني إبان الدعوة التحريضية البغيضة للخروج على أنظمة البلاد فقال: "صحيحٌ أنني عاطلٌ، لكنّ وطني لم ولن أفرط في أمنه واستقراره.. سيظل وطني ظلي، وأظل ظله، والماء الذي يروي ترابه.."

(4)

الأستاذ محمد عضابي رئيس ثاني لجنة تنمية اجتماعية أهلية تأسست على مستوى المملكة؛ ضرب مثالاً في تقديم الخير لمجتمعه، حين تبنى مشروع الأسر المنتجة، فحقق نجاحاً نال إعجاب الجميع وعلى رأسهم رئيس اللجنة الفخري سمو الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان، مستثمراً قدرات الأسر الفقيرة فيما يعود عليها وعلى مجتمعهما بالنفع.