قال صفي الله (26 عاما) سائق الفريق الطبي الناجي الوحيد من الهجوم الذي وقع في الخامس من الشهر الجاري وأسفر عن مقتل 10 موظفين في جمعية خيرية تبشيرية تعمل في مجال الرعاية الصحية في شمال أفغانستان - ستة أمريكيين وأفغانيين وألماني وبريطاني - ، إن" أحد الجناة ركب حافلة الفريق الطبي من أجل الحصول على توصيله بفترة وجيزة قبل القتلة".

وقال صفي الله، في مقابلة تخللتها وقفات طويلة وذرف للدموع على زملائه القتلى، إن "الله أكرمني".

وحول الفرق بين الحزب الإسلامي وطالبان ، قال ، كلاهما قتلة.

وحكى كيف أن المسلحين هاجموا الفريق وهم يصرخون "ستالايت! ستالايت" ويطلبون منهم تسليم هواتفهم. وأوضح كيف أن المهاجمين تركوه حياً ثم أجبروه على المشي لساعات في غابة قبل إطلاق سراحه.

وقال صفي إن "الفريق اصطحب ثلاثة من المارة في رحلة عودتهم إلى كابول. وصعد المارة فوق واحدة من الحافلات الثلاث رباعية الدفع. وبعد توقف الفريق بسبب نهر كبير اعترض طريقهم ، واصل اثنان من الرجال رحلة سيرهم على الأقدام. أما الشخص الثالث فقد اختفى سريعاً".

طبيب العيون

وأضاف أن قائد الفريق ، توم ليتل ، طبيب العيون القادم من دلمار في نيويورك وعضو آخر في الفريق خاضا في النهر ومعهما أعواد طويلة للعثور على مكان ضحل بحيث تعبر الحافلات بشكل آمن. وبعد العبور بنجاح توقف أعضاء الفريق لتجهيز أنفسهم لرحلة عودتهم الطويلة عبر ولاية باداخشان إلى العاصمة الأفغانية. ووقع بعد ذلك الهجوم.

وقال صفي الله إن الرجل الثالث كان بين المسلحين الـ10 ولديه لحية مرقعة تغطي ثلاثة أجزاء من وجهه. وأطلق أحد المسلحين النار على ليتل بعدما ضربه على رأسه بمؤخرة بندقية آلية من طراز ( ايه كيه - 47). وألقى أحد المهاجمين قنبلة يدوية على إحدى الحافلات مما أسفر عن وفاة سيدتين من أعضاء الفريق كانتا تختبئان بداخل الحافلة. وأطلقوا بعد ذلك النار على الطباخ الأفغاني للفريق الذي استخدم أمتعة ليحمي نفسه أسفل الحافلة التي تعرضت لهجوم مما أدى لاشتعال النار بها.

توسل للمسلحين

وقتل المهاجمون باقي أفراد المجموعة ما عدا صفي الله الذي رفع يديه في الهواء وتلى آيات من القرآن وتوسل إلى المسلحين طلبا للحياة.

وتوقع صفي الله أن المسلحين ربما أطلقوا النار على الطباخ الأفغاني للفريق الذي كان يرقد تحت الحافلة لأنهم اعتقدوا أنه ربما لديه هاتف مرتبط بالقمر الصناعي. وقال صفي "إنهم ربما قتلوا أفغانيا ثانيا وهو حارس عمل في بعثة مساعدة دولية منذ عام 2007. لأنه كان يرتدي غطاء للرأس ملفوفا بطريقة جعلته يشبه الحارس". وبعد أعمال القتل في أعضاء الفريق قام المسلحون بحمل صفي مع أسلحة وأمتعة وأخذوه معهم في رحلة سير استغرقت سبعا أو ثماني ساعات في غابة.

طاغية وقبيح

وقال صفي إنه يعتقد أن القائد كان رجلاً وصفه بأنه "طاغية ذو وجه قبيح، وأنه باكستاني لأنه صرخ بقوله (جالدي! جالدي)، وهي كلمة تستخدم في لغات إقليمية عديدة وتعني أسرع. ويكثر استخدامها في باكستان والهند وأفغانستان، لو مر 100 عام ورأيتهم سأعرفه وسأعرف من كانوا معه".

في تطور آخر, بدأت القوات البريطانية المنتشرة في أفغانستان تستخدم نوعاً جديداً من أشعة الليزر يضيء نوراً أخضر قوياً في وجه المشتبهين للتقليل من فرص تعرض المدنيين الأفغان للقتل على نقاط التفتيش.

في هذا السياق قتل 5 مدنيين من أفراد عائلة واحدة (والدان و3 من أطفالهما) يستقلون دراجة نارية في ولاية هلمند داهمتهم شاحنة تموين تابعة للقوات الأطلسية.

على صعيد آخر قتل 13 شخصا بينهم قائد هام من شبكة سراج الدين حقاني في وزيرستان الشمالية. فقد رصدت طائرات أمريكية دون طيار مجموعة من قادة الشبكة مجتمعين في أحد البيوت في قرية ( إيسوري) الواقعة في ( مير علي) في ضواحي ( ميران شاه).


ردود افعال

• القوات البريطانية تستخدم أشعة الليزر بهدف تقليل الضحايا المدنيين بأفغانستان.

• مقتل 5 مدنيين من أفراد عائلة واحدة داهمتهم شاحنة تموين أطلسية بولاية هلمند .