أحاديثنا اليومية الرسمية أو السواليف منها لا تخلو من الكلمات التي تعارف الناس عليها بالسياق في حين هي لا تمت للمعنى الحقيقي المراد لا من قريب ولا من أقرب.
ومن هنا يمكنني إعلان التحدي في تعريف الكلمة السر "طبعا" التي غزت أصقاع البلدان العربية وباتت الجملة التي توحدهم فكان حتما خلوها من البيانات الافتتاحية والختامية للقمم العربية التي تستمر يومين فقط!
طبعا "الكلمة" انتقلت من الشارع والمنزل إلى الإعلام وخصوصا بين الكثير من الزميلات والزملاء في الإذاعة حتى أضحت العبارة أكثر من الفواصل والأغاني والاتصالات بل باستطاعة إحدى الإذاعات أن تقيم مسابقة مليونية لسؤال واحد (كم مرة رددت المذيعة كلمة "طبعا" في بداية البرنامج فقط؟) ومن باب المساعدة للحصول على الجائزة التي تشارك أصلا أنت في دفع فاتورتها عليك تحديد الإجابة من جملة الخيارات التالية (50 مرة أو 61 مرة أو 62 مرة).
إحدى الزميلات الجميل صوتها في الإعلانات فقط والمصابة بتلك المتلازمة آنفة الذكر تنقلت بين ثلاث إذاعات مع ثورة الإفراجات بتصاريح الأثير ما يعني بكل تأكيد شيوع (أنفلونزا طبعا) على نطاق واسع وهذا ما يحدث للأسف حيث تكشف الاتصالات المباشرة حقيقة العدوى لمتصلين همهم المشاركة على الهواء ليقدم نفسه ومن ثم يغرد: (طبعا أنا ما أدري وشو السؤال المطروح ولكن أهدي الأغنية القادمة للعيال في المطعم البخاري وتراني على الطريق انتظروني!!) وهنا تبدأ ضحكات المذيعة وترد عليه: طبعا بالعافية عليكم بس لا تسرع بالسيارة عشان ما تسوي حادث لا قدر الله.. تقولها بغنج.
اللغة العربية الفصحى لا تجدها في الفضائيات والإذاعات المصرية ورغم ذلك يتجنبون كلمة (البتاع) التي تمثل صميم لهجتهم وتعني الشيء الذي صعب نطقه في الحال أما العزيزة (طبعا) ما فيها حيلة كما يقول سدنة المليون في مسابقة الشعر.
ربما تكون "طبعا" أداة وصل في الكلام ولكن الأكيد يجب أن تكون منابرنا الإعلامية ومن أهمها الإذاعة مصدرا للاستزادة وملهمة بالجديد والمشوق والصحيح ولو بثقافة مصطنعة تستر مخرجات مؤسسات التعليم القديرة وتربية العائلة الكريمة.