( كلاشينكوف+ قنبلة يدوية + قذائف آر بي جي).. أعتقد أنها خلطة كافية لإنتاج أول أفلام شركة "الرحاب" التي تعتزم جماعة الإخوان المسلمين في مصر تأسيسها، فهذا الفيلم في حال أنتج سيسرد قصة "البطل المجاهد"، وبالتالي سيزرع في الأجيال الجديدة "قيماً" تحث على "فضائل" الفكر الجهادي، وربما الجلوس على الهرم السياسي فوق "خشم البندق"!

أما إذا تمعن أحدنا في اسم شركة الإنتاج الفني "الرحاب"، فلابد أن يقفز إلى ذهنه اسم شهير مشابه له إلى حد كبير فلا يختلفان إلا في حرف واحد، وهو اسم مؤسسة "السحاب" الذراع الإعلامي لـ"القاعدة"، فقد أبدل "السين" بـ"الراء"، ولو جمعناهما سيصبحان "سر"!

ترى هل التسمية مقصودة أم لا؟.. الله أعلم! ولكن يبدو أن "سر" الطبخة الحزبية الأيديولوجية، سيكون الطعم المميز لـ"الرحاب" كما كان "طعم الموت"، المذاق الأميز للأم "السحاب".

بالطبع لا يمكن القول إن "الرحاب" ستسير على خطى "السحاب" في بث الأفلام التحريضية والتغني بقتل الأبرياء وتدمير الممتلكات وتكفير جميع من في الأرض عدا القائمين عليها.. ولكنها في المقابل كما أعتقد ستستفيد من التجربة الإيرانية في الإنتاج الفني الذي يبني معظم أعماله على مبدأ نشر الأيديولوجيا الدينية الخاصة بأية وسيلة وتحت أي غطاء، بل قد يتعدى الأمر إلى اتباع الأسلوب الأمريكي في صنع البطل الشعبي الخارق للعادة، الذي باستطاعته الاستيلاء على الحكم وتدبير الانقلابات!

صحيح أن هناك أفلاما إيرانية تلامس الهموم الإنسانية وتكشف خبايا الحياة الاجتماعية وصراعات القوى داخل الجمهورية الإسلامية.. لكن الأصح أن كل من يعمل في هذا المجال من المخرجين والمخرجات الإيرانيين مهاجرون خارج وطنهم ومصنفون في خانة "الخونة" ليس لشيء إلا لأنهم قالوا لسنا ملزمين بتصدير الثورة، بل همنا هو "الفن في خدمة المجتمع".

إذن كيف ستوفق التجربة (الإخوانية/ الفنية) بين ما يطلبه الجمهور وما يطلبه "مرشد الجماعة"؟. سؤال سنعرف إجابته عندما تطل علينا أول أعمال "الرحاب".

شخصيا، أعتقد أن أكبر إيجابية ـ إن كان هناك إيجابية ـ لتأسيس شركة "الرحاب" الإخوانية، هي أنها زرعت الرعب في قلب مخرجة "العري" إيناس الدغيدي، حيث "لم تصدق" هذا الخبر كما قالت أمس في الخبر الذي نشرته "الوطن" في هذه الصفحة، وهذا قد يريح عيون محبي السينما من مشاهدها "الساخنة"!