هل ما يتم تقديمه من مسلسلات خليجية يعكس الصورة الحقيقية للعائلة الخليجية؟
بمعنى آخر: هل ما يتم تقديمه في بلادنا هو صورة صادقة لحال مجتمعنا؟
أقف بقوة مع كل عمل يقدم الصورة الحقيقية لأي مجتمع.. مهما كانت الصورة مؤلمة وقاتمة شديدة السواد.. حينما تقدم عملا تلفزيونيا يكشف حقيقة المجتمع، أنت في هذه الحالة كمن يضع مرآة أمام المجتمع ليرى صورته الحقيقية!
يفترض أن نطرح السؤال التالي ونبحث عن إجابته: هل العائلات الخليجية ـ السعودية بشكل خاص ـ تعاني من الانحلال والتفسخ إلى هذه الدرجة التي يريد أن يقنعنا بها تجار السيناريو؟
هل العائلة السعودية مفككة إلى هذه الدرجة ويتعاطى أفرادها المخدرات وتضرب أطنابها المشاكل والسحر والخيانات والجريمة والزنا والفجور والضياع؟
أين مسؤولية الناشر تجاه تشويه صورة المجتمع؟
الذي تعلمناه أن الأعمال السينمائية والتلفزيونية هي مرآة للمجتمعات.. فهل هذه الأعمال تعكس واقعنا؟
المسؤولية لا تقتصر على الناشر وحده.. هناك كاتب السيناريو.. الذي يخيل إلينا أنه قام باستيراد نص مكتوب من جمهورية البرازيل أو فنزويلا أو مالطا، وقام بترجمته للهجة المحلية!
وليت الأمر اقتصر على تشويه الصورة الجميلة.. بل زاد الأمر سوءا حينما تسابق تجار الشنطة على شراء المسلسلات المدبلجة.. تلك التي "تشرّع" علنا للرذيلة.. وتهيئ المجتمع لقبول الفساد الأخلاقي شيئا فشيئا..
اعذروا خوفي؛ هل نحن مستهدفون بواسطة هذه الأعمال التلفزيونية؟
المصيبة الكبرى أن المعلنين السعوديين يتسابقون على الإعلان قبل وخلال وبعد هذه المسلسلات.. وهو ما يشكل دعما مباشرا لها، ويضمن استمراريتها.. فيساهمون دون أن يشعروا بهدم أخلاق المجتمع.. فيحملون أوزارهم وأوزارا مع أوزارهم!