تواصل المملكة إرسال مساعداتها إلى باكستان، في إطار الجسر الجوي الذي وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والذي دخل مرحلته الثالثة بعد اكتمال المرحلتين الأولى والثانية، حيث وصلت مساء أول من أمس إلى مطار كراتشي الدولي طائرة شحن سعودية تحمل 77 طناً من المواد الإغاثية.  وفي السياق نفسه أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي أمس أن منظمات المساعدات الإنسانية من أنحاء العالم الإسلامي ستعقد اجتماعا في باكستان الأسبوع المقبل لتنسيق جهود الإغاثة للملايين من ضحايا الفيضانات.




وصلت طائرة شحن سعودية من طراز 747 مساء أول من أمس إلى مطار كراتشي الدولي تحمل 77 طناً من المواد الإغاثية التي تقدمها المملكة إلى متضرري الفيضانات في باكستان من خلال الجسر الجوي السعودي الذي دخل مرحلته الثالثة بعد اكتمال المرحلتين الأولى والثانية بوصول 22 رحلة إلى مختلف المدن الباكستانية. وكان في استقبال الطائرة في مطار كراتشي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان عبدالعزيز بن إبراهيم الغدير وحاكم إقليم السند عشرت العباد وعدد من المسؤولين في حكومة إقليم السند وضباط من الجيش الباكستاني.

وسلم السفير الغدير حمولة الطائرة المتمثلة في مواد إغاثية متكاملة إلى حاكم إقليم السند الذي أعرب عن شكر باكستان حكومة وشعبا لخادم الحرمين الشريفين على الوقفة الإنسانية للمملكة مع متضرري الفيضانات في باكستان. وقال إن المملكة ترسل مساعدات شاملة ودقيقة وفق حاجة المتضررين لاسيما من خلال الجسر الجوي الإغاثي أو من خلال فريق البحث والإنقاذ السعودي أو تقديم الرعاية الصحية من خلال المستشفيين الميدانيين اللذين وجه بإرسالهما خادم الحرمين الشريفين إلى باكستان. وأشار إلى أن ذلك ليس بغريب على المملكة التي تسبق دائماً كل الدول في تقديم المساعدات الإنسانية وبخاصة للشعب الباكستاني كلما مر بأي كارثة أو ظروف صعبة.

واستقبل رئيس وزراء حكومة إقليم السند قائم علي شاه بديوان رئاسة الوزراء في كراتشي السفير الغدير خلال الزيارة التي يقوم بها إلى المدينة لاستقبال طائرات مساعدات المملكة وفريق البحث والإنقاذ السعودي المشارك في أعمال الإنقاذ وتقديم العون للمتضررين من السيول والفيضانات التي اجتاحت باكستان حالياً. وأعرب شاه خلال اللقاء عن شكره وتقديره للمملكة على وقوفها الدائم إلى جانب باكستان في كل الظروف والأوقات الصعبة لاسيما في كارثة الفيضانات الحالية. وقال "إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين دائماً تسبق الجميع في تلبية النداء والمناشدة الإنسانية " مشيراً إلى أن تواجد سفير خادم الحرمين الشريفين في كراتشي يؤكد أن المملكة تقف جنباً إلى جنب مع الشعب الباكستاني في كل الأقاليم.

من جانبه أكد السفير الغدير أن المملكة تقف دائماً إلى جانب الأشقاء الباكستانيين وهذا ما نراه اليوم حيث أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتسيير جسر جوي لنقل المعونات الإغاثية بشكل عاجل إلى المنكوبين وسط الفيضانات إلى جانب إرسال فريق بحث وإنقاذ لمساعدة السلطات الباكستانية في أعمال الإنقاذ الجارية في المناطق التي ضربتها الفيضانات.

وفي سياق متصل أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي أمس أن منظمات المساعدات الإنسانية من أنحاء العالم الإسلامي ستعقد اجتماعا في باكستان الأسبوع المقبل لتنسيق جهود الإغاثة للملايين من ضحايا الفيضانات. وذكرت المنظمة أن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني سيفتتح المؤتمر الأحد المقبل. ووجهت الدعوة لحضور المؤتمر لجمعيات الهلال الأحمر ومنظمات إغاثة أخرى من العالم الإسلامي.

وأفاد بيان للمنظمة بأن "المؤتمر سيبحث الاحتياجات الضرورية للمناطق المنكوبة في باكستان"، مشيرا إلى أن المنظمات المشاركة ستسعى إلى مزيد من التنسيق اللوجستي والوصول إلى ضحايا الفيضانات، بالإضافة إلى رد فعل المانحين. أما الهدف الأساسي للمؤتمر فهو تقديم "خطة عمل مشتركة لتيسير أعمال الإغاثة الإنسانية في باكستان وتنسيق وتعبئة الجهود لتحقيق أفضل النتائج".

إلى ذلك حذرت السلطات الباكستانية أمس من فيضانات جديدة تواجه إقليم السند بفعل ارتفاع منسوب المياه في نهر السند الكبير. وتواجه مدينة حيدر آباد ومئات القرى المحيطة بها خطر الفيضانات. وذكر مكتب الأمم المتحدة بإسلام أباد أن 800 ألف من منكوبي الفيضانات معزولون تماما عن بقية سكان باكستان ولا يمكن الوصول إليهم إلا بواسطة المروحيات.