تتربع مجموعة من السيدات السعوديات على مساحة شاسعة تفوح منها رائحة العطور والحناء في بسطات متجاورة لا يفصل بين بعضها البعض سوى عدة أمتار يفترشنها من أجل العمل في بيع مختلف أنواع الأعشاب الشعبية والبخور والعطور والملابس المتنوعة. وتصادف السيدات السعوديات العاملات بالبيع في البسطات الواقعة جنوب سوق المرجان بحي الصفا في جدة العديد من الظروف القاسية كافتقار المكان إلى دورات مياه، وتعرض أغراضهن إلى السرقة من قبل اللصوص، والحرارة الحارقة التي تسبب لهن الكثير من الضيق.

وقد رصدت "الوطن" معاناة العديد من هؤلاء البائعات خاصة في شهر رمضان، والبداية كانت مع البائعة صالحة المطيري، التي قالت: نعاني من ارتفاع درجات الحرارة، وتعرضنا للسرقة بشكل دائم ومتواصل، حيث لا يوجد لدينا حارس أمن يقوم بحماية أغراضنا، وكذلك نطمح أن تكون بسطاتنا ذات أقفال وأبواب زجاجية.

من جهتها قالت أم محمد الحويطي: تتعرض بسطات البائعات للعديد من السرقات، وقمنا بتسجيل بلاغ في الشرطة لكن بدون جدوى، حيث افتقادنا إلى الأمان جعلنا نشعر بالخوف. مشيرة إلى أن البسطات لا توجد بها مظلات تحميهن من حرارة الشمس، وخاصة في شهر رمضان، مما يدفع الكثير من البائعات إلى محاولة وضع مظلات يقمن بإحضارها على حسابهن الشخصي.

وترى أم عبدالله المطيري أن افتقارهن للشعور بالأمان كبائعات في البسطات النسائية دفع بالعديد من السيدات إلى أخذ بضائعهن معهن في وقت إغلاق البسطات في الساعات المتأخرة من الليل مما يشكل عبئا كبيرا عليهن.

وأضافت: عدم توفر دورات مياه تكون قريبة من موقع البسطات يسبب نوعا من الحرج لهن باعتبار أن وجود هذه الخدمات من الاحتياجات الضرورية حيث يحضرن في أوقات مبكرة مصطحبات معهن أبناءهن وبناتهن، ومن الطبيعي في موقع كهذا أن تتوافر فيه مثل هذه الخدمات الأساسية.

من جهتها اعتبرت البائعة أم علي وجود هذه البسطات بمثابة المنقذ للكثير من السيدات اللواتي يعلن أسرا بأكملها، لكنها أشارت إلى أنه مع ذلك لم يوضع في أولويات أصحاب المشروع توفير الاحتياجات الضرورية كدورات المياه، وحراس الأمن.

من جهته أكد مدير عام المنطقة الوسطى في مشروع باب رزق جميل أحد برامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع علي القحطاني أن مشروع البسطات النموذجية التي أعطيت للسيدات البائعات، وتولى باب رزق جميل تصميم البسطات وتحمل تكلفة الإيجار التي حددتها الأمانة يعتبر نقلة نوعية لهن إذا تمت مقارنته بوضعهن السابق. معتبرا أن المشروع يعتبر من الخطوات الإيجابية، حيث تم في موقع هذه البسطات مراعاة احتياجاتهن وأوضاعهن، كما تم تصميم هذه البسطات بمساحة مناسبة لكل سيدة، فضلا عن منحهن قروض ميسرة لكي تكون مساعدة في توفير احتياجاتهن لهذه البسطات وإعطائهن تراخيص حتى يقمن بممارسة مهنة البيع بطرق نظامية.

وأكد أنه تم تصميم الموقع الحالي حسب إقرارهن وبعد الحصول على موافقة مسبقة منهن، أما ما يخص بعض الشكاوى التي تقدمت بها بعض السيدات كحرارة الشمس فهؤلاء يقمن بممارسة البيع في أوقات غير ملائمة، مطالبا البائعات بالبيع في أوقات انخفاض حدة الحرارة وفي وقت غروب الشمس، كما طالب السيدات اللواتي يرغبن بالبيع خارج هذه الفترة باستخدام مظلات واقية من أشعة الشمس. مؤكدا أن الوضع الحالي هو الصورة النهائية للمشروع وليس هناك تعديل آخر عليه.