الدروس المستفادة من المسلسلات التركية، هي حلقاتها الطويلة التي يتضاعف عددها في قنواتنا بسبب الإعلان التجاري، بالإضافة إلى أوقات بثها المحدد، كالمسلسلات البدوية التي تعرض بعد صلاة المغرب في سنوات مضت.

لن أخوض في الحديث عن مهنة الخياطة التي تعد عاملا مشتركا في الكثير من المسلسلات التركية، أو رشاقة كبيرات السن، قبل صاحبات القوام الرشيق من الفتيات، أو السيد (مهند) الذي سرق قلوب الإناث بجميع فئاتهن، أو بعض الملاحظات عندما يكون المشهد في غرفة النوم.

الدراما التركية، تصور الحب "سنوات ضياع" و "العشق الممنوع" "عاصي" على "الأرض الطيبة" أما "نور" فلا تبرح "وادي الذئاب" لأنها "أوراق متساقطة".

بهذا النوع من الفن أدركنا المجتمع التركي من العادات والتقاليد، إلى أدق التفاصيل حتى تحول الأمر إلى شأن اقتصادي، حيث سجلت السياحة في المدن التركية حضورا سعوديا بشكل لافت، وعلى مستوى العائلات أيضاً، كما تصرح بذلك شركات السفر والسياحة في فترة طباخ البشر وليس التمر.

الكوميديا المحلية أصابتنا بالغثيان بعد الإفطار، ففي شهر رمضان قبل الفائت عندما حلت "لميس" و"نور" في مسلسل "بيني وبينك" بطريقة تكشف أن لا منهجية للعمل وإنما فكرة اقترحها أحدهم قابع في آخر المجلس فصفق البقية وقالوا تم!

مؤسسات الإنتاج الإعلامية التي تصوم طيلة الشهور، وتفطر في رمضان بأعمالها الفنية، لماذا لا تتوجه إلى الإعلام التركي من خلال دبلجة بعض أعمالها المشرفة وليس الأعمال الخاوية؟ بل، لماذا لا تقوم بعملية إنتاج خاصة للدبلجة؟ فتقدم أعمالا تحكي عمق قيم المجتمع السعودي وبساطته وسماحته ومعالمه التاريخية، بالإضافة إلى عاداته وتقاليده في الحب والزواج والاستقرار والأمان لتكسب بذلك أمرين، الأول مسؤوليتها الاجتماعية باعتبارها نافذة إعلامية، والأمر الآخر الجانب المادي الذي أسست من أجله وتسعى له.

ناصر القصبي يملك أدوات كبيرة تؤهله لقيادة مثل هذا المشروع تسانده (الهدف) الشركة ذات الإمكانات الفنية والطاقات البشرية، وبما أن سوق هذا المجال ذات منافسة شرسة، فإن الغيرة المادية ربما ستكون إيجابية، بدلا من مسلسلات العار وعقوق الوالدين والخيانة والسرقة والمخدرات والرشوة.

"نهال" العذوب و "لميس" البرستيج غيرتا الصورة الذهنية عن مجتمع لا نعرف أفراده إلا في الحج أو في مطاعم الشاورما وصوالين الحلاقة.