السعوديون يفضلون تركيا وماليزيا تليهما مصر ولبنان
كان صيفا ساخنا في حرارة طقسه، حرارة دفعت كثيرين إلى التفكير في السفر إلى خارج البلاد، بهدف الهرب من لفحات القيظ، إلا أن حرارة أخرى لفحت وجوه الكثيرين منهم، خصوصا أولئك الذين ينتمون للطبقتين المتوسطة ومحدودة الدخل، حيث "لهيب" أسعار التذاكر، التي وصلت لأسعار فاقت مقدرة كثير من الراغبين في السفر. ذات الأمر يواجه الراغبين في قضاء إجازة العيد مع عائلاتهم، خصوصا أن شهر رمضان الكريم انقضى منه أكثر من نصفه، وبات العيد قريبا، إلا أن الأسعار المرتفعة لتذاكر الطيران، أجهضت مشاريع عدد من الراغبين في قضاء إجازات خارجية، أو دفعتهم لخيارات أخرى، كالسياحة الداخلية أو السفر برا.
تفاوت في الأسعار
"الوطن" وفي استطلاع ميداني لها على مكاتب السفر والسياحة في العاصمة الرياض، لاحظت وجود تفاوت كبير في أسعار تذاكر الرحلات المتوجهة من السعودية إلى دول العالم. فعلى سبيل المثال، وصل فرق السعر بين الخطوط "الفرنسية"، و"السعودية"، إلى 2763 ريالا، في قيمة التذكرة المتوجهة من الرياض إلى باريس، ذهابا وإيابا. فيما انخفض الفرق على ذات الدرجة، متقلصا لنحو 360 ريالاً، على متن طيران "السنغافورية"، في الرحلات المغادرة من الرياض إلى سنغافورة، ذهابا وإيابا.
الأولى مفضلة
وبرغم الارتفاع في الأسعار والتفاوت فيما بينها، إلا أن المختص في المجال السياحي، مهيدب المهيدب، يشير إلى أن الدرجة "الأولى"، تعتبر "المفضلة لدى الكثير من الشرائح الغنية، نظراً لاستخدام بعضها نظام الأجنحة في مقاعدها، ومستوى الخدمات المقدمة لهم على الطائرة، وصالات السفر في المطارات الدولية".
تخفيض في الضرائب
المهيدب أشار في حديثه إلى "الوطن"، أن "انخفاض أسعار تذاكر الدرجة السياحية دائماً، وأحياناً درجتي الأفق والأولى، على متن طيران السعودية، يعود لأسباب، أهمها انخفاض الضرائب على رحلات السعودية، مقابل الشركات الأخرى، بفرق يصل لما نسبته 46.5%، وأحيانا 80%، وإعفاؤها من ضرائب بدل الوقود، وبدل التأمين"، مشيراً إلى أن "ضريبة التذكرة إلى لندن على طيران السعودية هي 458 ريالا، بينما هي على طيران البريطانية 1292 ريالا"، هذا مثال واحد من عدة أمثله، ويشابهها الحال على "ضريبة التذكرة إلى البحرين، حيث تكون على طيران السعودية 80 ريالا، بينما طيران الخليج يدفع 420 ريالا، والفرق كبير بين الرقمين".
أسبقية الحجز
عضو لجنة الاستثمار في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، مهيدب المهيدب أوضح أن من "الأسباب الإضافية في انخفاض أسعار تذاكر طيران السعودية، هو استخدامها لبرنامج أسبقية الحجز لمختلف الدرجات، الذي تختلف معه أسعار التذاكر، حسب وقت شراء التذكرة. في الوقت الذي لا تستخدمه بعض الشركات كالخطوط الإماراتية، وكذلك القطرية".
تركيا في المقدمة
وفيما يتعلق بوجهات السفر للسياح السعوديين هذا العام، أوضح المهيدب أن "هناك زيادة كبيرة نسبياً في توجههم إلى دول عدة، أهمها تركيا وماليزيا، تليها على التوالي مصر، ولبنان، ودمشق، ودبي، لقربها جغرافيا وثقافياً، وانخفاض أسعار التذاكر إليها. في الوقت الذي حافظت فيه الشرائح الغنية من السياح على الذهاب إلى سويسرا، وإيطاليا، وألمانيا، وإسبانيا، مع أن تكلفة السياحة فيها مرتفعة جداً، إلا أن حصتها من السياحة السعودية كبيرة، وترتفع من عام لآخر".
حظوة ماليزية
وذكر المهيدب أن "ماليزيا تحتفظ بمكانتها لدى السائح السعودي، حيث تأتي على رأس قائمة الوجهات المطلوبة، لأسباب أهمها إمكاناتها السياحية الكبيرة، من حيث الفنادق، والطبيعة الخلابة، والبيئة الآمنة، والخدمات الممتازة، والأسعار المعقولة للإقامة والخدمات".
ركود رمضاني
وبخصوص السفر في شهر رمضان، أشار المهديب إلى أن "السعوديين عادة لا يسافرون إلى الخارج أثناء شهر رمضان، ولم يؤثر انتصافه إجازة الصيف على حركة السياحة هذا العام"، مبيناً أن "متوسطي الدخل يقضون إجازاتهم إما قبل دخول رمضان، أو بعده، وهناك مدة كافية. أما الشريحة الغنية، فغالباً ما تكون لديهم مساكن يمتلكونها في الوجهة السياحية التي يذهبون إليها، وبالتالي لا يتأثرون كثيراً بدخول الشهر".
خطط العيد
بالرغم من أن العيد تفصلنا عنه مسافة تزيد عن 10 أيام، إلا أن هنالك من أتم عمليات حجز تذاكر السفر والسكن منذ وقت مبكر، مما خفف عليه عبء التكاليف العالية، إلا أن من خططوا متأخرين، فإنهم سيدفعون ثمن هذا التأخر من مالهم الخاص.
مهدي سويف، معلم اعتاد السفر سنويا إلى بيروت، يقضي فيها فترة الصيف، إلا أنه هذا العام، فاته السفر بسبب تأخره في الحجز، حيث يقول "بسبب الإقبال الكبير من السياح على بيروت خلال هذا الصيف، لم أتمكن من ترتيب حجز سفري وفق الوقت الذي يناسبني، وعندما قررت السفر، كانت أسعار التذاكر قد ارتفعت، هذا فضلا عن عدم وجود حجوزات لفترات طويلة"، مضيفا "ذات الشيء حصل إبان فترة عيد الأضحى القادمة، فرغم ذهابي للحجز باكرا، إلا أنني وجدت كثيرا من الرحلات ممتلئة، والرحلات التي وجدت عليها أماكن خالية، كانت أسعارها مرتفعة، بالرغم أنني ذهبت في بدايات شهر رمضان الكريم"، مشددا على أنه "يجب أن يبكر الإنسان في حجوزاته، وإلا فإنه لن يتمكن من السفر، وستفشل مشاريعه، وهذا ما يحصل مع كثيرين".