استبقت القاهرة لقاء قمة يجمع الرئيس المصري حسني مبارك بنظيره الأمريكي باراك أوباما، عشية انطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بتوجيه انتقاد مبطن لـ "حجم الحضور" في المفاوضات المنتظرة.

وفيما كان مبارك في طريقه إلى واشنطن للمشاركة في إطلاق المفاوضات، عقب محادثات أجراها مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس، أطلق الناطق باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد تصريحات من واشنطن يكشف فيها عن أن بلاده كانت مرشحة لاستضافة المفاوضات المنتظرة في مدينة شرم الشيخ.

وقال عواد إن مبارك رد على عرض أمريكي باستضافة المفاوضات بقوله "إذا حضر الرئيس الأمريكي باراك أوباما فأهلا وسهلا، وإن لم يحضر فلا أستطيع كرئيس مصر أن أطلق مفاوضات دون حضور على أعلى مستوى من كافة الأطراف بما فى ذلك الطرف الأمريكى".

ورغم أن تصريح الناطق الرئاسي المصري يكشف عن أن المعروض على مصر كان استضافة مفاوضات لا يحضرها أوباما، وأن ذلك كان وراء رفض القاهرة لهذا العرض، فإن عواد راح يغمز من قناة "الحضور غير المتكامل" في مفاوضات واشنطن؛ إذ قال "لو استضافت مصر هذا الاجتماع في شرم الشيخ على المستوى الرئاسي، كانت ستتم دعوة كافة أطراف الرباعية الدولية بجانب الرئيس أوباما، خاصة أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر مانح للسلطة الفلسطينية، الذي يساعدها على بناء القدرات والمؤسسات الدولية، كما كانت ستتم دعوة الرئيس الروسي (ديمتري) ميدفيدف، وبان كي مون أمين عام الأمم المتحده، ولكن الجانب الأمريكي - وهو الجانب المضيف - رأى ان تتم دعوة توني بلير ممثلا للرباعية الدولية بجانب الرئيس حسنى مبارك وعاهل الأردن".

ونفى مصدر دبلوماسي مصري مطلع تحدث إلى "الوطن" أن تكون القاهرة تشكك في جدوى المفاوضات المباشرة قبل انطلاقها، مؤكداً أن مصر "سعت إلى إنجاح تلك المفاوضات"، لكنه قال إن بلاده كانت تأمل في "حضور متكامل يضم كافة الأطراف القادرة على التأثير في مسار التفاوض والوفاء بالتزاماته".

وحرص عواد، في تصريحاته ، على عدم القطع بـ "التفاؤل أو التشاؤم" حيال مسار المفاوضات، لافتاً إلى أن طبيعة التفاوض ستحدد مساره وليس التصريحات التي تطلقها الأطراف قبل بدء المحادثات.

على صعيد آخر ،علمت "الوطن" أن الإدارة الأميركية تحاول ترتيب اجتماع ثنائي بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم غد الخميس بعيد الاجتماع الثلاثي المقرر في وزارة الخارجية الأميركية بمشاركة الرئيس عباس ونتنياهو ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للإعلان عن إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وفي حال عقد الاجتماع فإنه سيكون الأول الذي يجمع الرئيس عباس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ انتخاب الأخير رئيسا لوزراء إسرائيل علما بأنهما سبق أن التقيا قبل عام في ولاية نيويورك الأميركية على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة بمشاركة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اجتماع ثلاثي.

من جهة ثانية اجتمع عباس مع الملك الأردني عبد الله الثاني لتنسيق المواقف ما قبل اجتماعات اليوم وغدا لإطلاق المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية المباشرة.