عندما قررت تسجيل إنجازات وزارة التربية والتعليم في عهد وزيرها المتألق فيصل بن عبدالله كان حجم تقديري متواضعا قياسا بالإنجازات المذهلة التي بُدئ فيها فعليا أو خطط لها في عهده المتميز بنظرة شمولية تكاملية، ما جعلني أحتار من أين أبدأ وإلى أين أنتقل، ولا أخفيكم أنني تمنيت لو لم أعدْ بذلك، ليس تهربا من مسؤولية الوفاء بالوعد بقدر ما هو إحساس بمسؤولية النقل المثمِّن للإنجازات حسب أولويتها ودرجة أهميتها بالنسبة لكم كمتلقين تستعجلون لمس النتائج، ولا تعنيكم الجهود المبذولة خلفها.

يرى فيصل بن عبدالله أن التعليم هو الأداة للتنمية المستدامة وإنتاج المعرفة، لذا أدار عملية تطوير التعليم وفق منهجية علمية بدءا بتشخيص الواقع إلى ترتيب أولويات تطويره، ووضعَ رؤية ورسالة للتربية والتعليم تكاملية تتواكب مع التغيرات العالمية، وتهدف للتطوير الشامل، وتؤدي إلى تغيير مخرجات النظام التعليمي بما يتوافق وتوفير المهارات اللازمة لمتطلبات القرن الحادي والعشرين، وبما يحقق نقل المتعلمين من متلقين ومستهلكين لمعرفة الآخرين إلى منتجين ومولدين وناشرين للمعرفة، وهو جوهر متطلبات خطة التنمية التاسعة، لذلك أحدث التغيير والتطوير على كافة المستويات الهيكلية، الإدارية، التعليمية، الفنية، وركز على الرياضيات والعلوم، واللغة الإنجليزية، كما حدّث هيكلة الوزارة بتوحيد الإدارات المتناظرة لها ولإدارات التربية والتعليم، بما يحقق الترشيد في الجهد والمال والوقت، ويوفر صلاحيات مُفَوَّضَة وممنوحة لمديري التربيةِ والتعليمِ ولمديري المدارس، كما كثّف برامج التطوير المهنيِّ لكافة القيادات التربوية.

•كوّن هيئة مستقلة لتقويم مخرجات التعليم والعمل على تقديم التغذية الراجعة للمخططين والمنفذين للوزارة، وبنظرة تكاملية تعنى بالشراكة المجتمعية عقد شراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات ومركز الحوار الوطني وفق مقاييس تنسجم مع تطورالآفاق المعرفية للإنسان المعاصر، كالمبادرة مع أرامكو لتدريب المعلمين والمعلمات، كما حقق مبادرات مع القطاع الخاص لعمل مدارس نموذجية تتوفر فيها عناصر البيئة المحفزة على التعلم.

•ساوى بين الموظف والموظفة في الحقوق الوظيفية كالمستويات والترقيات وجوائز التميز، وهو ما لم يكن معهودا في الإدارات السابقة، كما اهتم بحقوق المعلم وعدل المستويات التعليمية.

•نوّع التعليم خاصة التعليم الثانوي؛ "دبلوم، بكالوريا، ثانوية عامة، نظام المقررات، تقني، تحفيظ قرآن"، ووقع مذكرة تفاهم مع وزارة التعليم العالي لتقييم مخرجات الوزارة والمدخلات تعطي المواصفات الخاصة المطلوبة للمعلم، وركز على المهارت كالبحث، والتقنية، ومهارات الحوار، ومهارات الكشف عن قدرات التفكير العليا وحل المشكلات.

•عقد عدة مؤتمرات دولية كالمؤتمر الأول للجودة الشاملة في التعليم العام، وذلك للاستفادة من التجارب العالمية في مجالات الجودة، والعمل على تجويد مخرجات التعليم وتسخير الإمكانات على اختلافها بما يسهم في تكامل الجهود باتجاه الرقي بمخرجات التعليم لمواكبة التحديات المقبلة.

•نظم المعرض والمنتدى الدولي للتعليم العام في الرياض، بمشاركة 16 دولة و26 خبيرا و20 ورشة عمل، مستضيفا نخبة من الخبراء العالميين المختصين في مجالات تعليمية ومعرفية ذات تجارب رائدة، وبمشاركة شركات مختصة في تكنولوجيا التعلم والتعليم وصناعة المنهج وتطوير وتأهيل القيادات التعليمية، بالإضافة إلى متخصصين في رياض الأطفال والتربية الخاصة والجودة، وما يتصل بطرق تصميم المباني المدرسية وتجهيزاتها، لأجل تطوير البنية التعليمية تطلعا إلى تأسيس مجتمع معرفي قادر على المنافسة العالمية، نظرا لأهمية تطوير التعليم كمصدر رئيس لتطوير المجتمع

•رأس لقاء قادة العمل التربوي 20 الذي ركز على جانبين أساسيين هما "المعلم والبيئة المدرسية"، وكان غنيا بأوراق عمل وورش هامة عن مدرسة المستقبل ومواصفات متطلبات البيئة المدرسية الجاذبة، وتحويل الفصول الدراسية إلى فصول تفاعلية (ذكية) وتوفير التقنيات الحديثة، وخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، كما ركز على المعلم وأولوية تطويره وتدريبه.

•دعم فعاليات مسابقة برنامج إنجاز السعودية (فكرة 2011) من أجل إيجاد رجال وسيدات أعمال أكفاء، لأن العصر كما يقول سموه "عصر المهارات والطموحات"، وهو أحد استراتيجيات الوزارة التي تقدمه وفق منهجية علمية والذي يحول المعارف إلى مهارات.

•اهتم بالعقول المبدعة الجديرة بالاهتمام والتطوير من خلال عقد اتفاقات شراكة مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" لإبراز الطلاب والطالبات الموهوبين بما يتيح للطرفين توحيد جهودهما بشكل يدعم مناخ الموهبة والإبداع ويوجد بيئة محفزة للموهوبين والموهوبات، ويتيح إشراك الطلبة والطالبات في مسابقات دولية في المجالات العلمية كالرياضيات والكيمياء والفيزياء، وقد حققت هذه الشراكة إنجازا على الصعيد الإقليمي والدولي بعد فوز الطالبة بيان مشاط بالمركز الأول في مسابقة (Intel) للعلوم والهندسة التي أقيمت في كاليفورنيا متفوقة على 1600 طالب وطالبة من 65 جنسية، وكذلك فوز أربعة طلاب سعوديين بالمراكز الأربعة الأولى في أولمبياد الرياضيات الذي استضافت فعالياته جامعة قطر Texas A&M، وهذا يعكس ما توليه الوزارة بتوجيه من خادم الحرمين على ضرورة الاستثمار في الإنسان السعودي، وتنمية رأس المال البشري في الوطن، ويؤكد أن الوزارة على الطريق الصحيح بنهج مسار اقتصاد المعرفة والتحول إلى المجتمع المعرفي المبدع، ويمثل إعدادا جيدا للأولمبياد الدولي للرياضيات في الخارج، مما يكرس مكانة المملكة على خارطة الإبداع العلمي.

التركيز على العلوم والرياضيات جاء لليقين بأنها العلوم الأساسية التي ترتقي بها أية أمة للنهوض في المجالات الصناعية والتقنية، بما ينعكس إيجابا من خلال مخرجاته على المتلقي وبالتالي إحداث التنمية، ولقد بلغ عدد المسجلين لليوم 5799، طالب/وطالبة في الأولمبياد الوطني للكيمياء والفيزياء.

•ركز على مرحلة الطفولة المبكرة، وأعد الاستراتيجية الوطنية للطفولة، وساهم بافتتاح (371) روضة مستقلة على مستوى المملكة.

يدرك فيصل بن عبدالله أن وزارته مسؤولة عن خمسة ملايين طالب وطالبة ونصف مليون معلم ومعلمة، ومؤتمنة على الارتقاء بهم معرفيا وعلميا ومهنيا، لذا يطبق خطة تطوير التعليم عمليا، مؤمنا بأن من يرفض التطوير يريد العزلة، والعزلة اليوم لا يمكن قبولها في ظل التطور العالمي والتقني الذي يشهده العالم.

تجنى أحد الموتورين على الحق والحقيقة والشواهد عندما اختزل إنجازات فيصل بن عبدالله، التي لم أذكر منها إلا النزر القليل، بقوله "أي شيء قدم للوزارة منذ توليه إلا مراحل الفساد التي نراها عيانا بيانا"!!

فهل رأيتم بالله عليكم فسادا أروع من هكذا فساد؟!

سؤال خاص لمن يستمع القول فيتبع أحسنه.

أخيراً: لا يفوتني أن أشكر مستشارة نائب وزير التربية والتعليم الأستاذة نورة الثقفي لتزويدي بمعلومات قيمة عن بعض الإنجازات لقائد تطوير التربية والتعليم "فيصل بن عبدالله".