في كل عام أسافر لأروح عن نفسي، بحثا عن الجميل من المناظر والخدمة والترفيه والمتعة..

ولكن في كل عام أرجع وفي معيتي عدد من المعاناة، مالية ونفسية واجتماعية.

لكل امرئ حرية تخيل المعاناة المالية والنفسية والاجتماعية، ولكن اسمحوا لي هنا، تصفح وجه من وجوه السياحة الداخلية، ما بين غلاء الأسعار وضيق الشقق وضعف الخدمات، يأتي من ينغص علينا سياحتنا على غير موعد.

موعدنا مع غلاء الأسعار معروف ولا يمكن أن يغيب وضيق الشقق وضعف الخدمات كذلك، كلها شأن لا يمكن أن يغيب عن مسرح سياحتنا الداخلية..

ولكن، وآه من لكن، ثم منغص يأتي على غير موعد، قد يأتيك صباحا أو مساء، ألا وهو مشهد من يضايقك في تحركاتك ومشاويرك أثناء السياحة.

وجوه تتنازع فرصة متعتك السياحية، فتطالبك بصدقة وفئة أخرى تنازعك لتشتري منها بضاعتها المزجاة بثمن غير بخس، وينتابك شعور الغضب حينما تراهن على هلع ذويك من مناظرهم وأشكالهم وطريقة تسولهم وعرضهم.

ما بين لحظة وساعة يسقط بيدك، هل تبقي مالك لغلاء الأسعار أو تدفعه لمن يفرض بضاعته عليك أم لمن يطلب صدقته عنوة؟

ومن لمن يهتم بالسياحة، أبعث برسالتي: فُكونا من غلاء الأسعار ومن المتجمهرين على سيارات السائح السعودي، فقد شوهوا سياحتنا بتطفلهم الثقيل!