ازداد صخب قناة الجزيرة، وبلغ مداه مع الثورات العربية وانطفأ مع الثورة السورية، وسقطت المهنية على محك الهوى من طاقمها الشامي وليس من جهة تتبنى أجندتها!

كانت تغطية الجزيرة لثورة تونس صاخبة، ولثورة مصر أكثر صخبا، وعاشت الدور وصدقت أن لولاها ما سقط النظام بمصر وأنشأت قناة خاصة للثورة (مباشر مصر)

كل ما فعلته الجزيرة في حيز ما تقوم به مفهوم في خطها.. وما تلاه في ليبيا واليمن، ولكن ما حدث في سورية أربكها حين ظنت أن ولاء مذيعيها لها أعلى من ولائهم (الخائف) لنظام الممانعة!

ما قام به كبار مذيعيها مثل غسان بن جدو الذي طالما أتحفنا بهدوئه المصطنع وهو يبث حواره المفتوح الداعم لنظام المقاومة والممانعة السوري بالتوازي مع حزب الله لا يختلف عن هدوء مذيعي قناتي المنار والعالم الطبيعي!

احتج هذا المهني على قناته المهنية أنها ضد (الممانعة) في نقل ما يحدث بسورية..

الهوى هو المهنية فما يحدث بسورية تنقله كاميرات الجوالات ومواقع النت إذ إن نظام (القبضايات) يتعامل مع الجزيرة وغيرها بقول (أبو شهاب) عقيد حارة الضبع بمسلسل باب الحارة:(شكلين ما بحكي)!

ماذا لو كان للجزيرة وغيرها حرية التغطية مثلما تم بمصر وتونس، كنا سنرى ما يشيب له الرأس وبرغم التعتيم ألا يخجل هذا المهني وهو يرى جثة الطفل حمزة الخطيب الذي ثقب جسده جيش الممانعة بالرصاص!

لو استقال ابن جدو أو فيصل القاسم الذي يشاع أنه استقال لأن الجزيرة منحازة للنظام السوري لصدقناهم ولكن لأن ما يذاع منحاز للضحايا!

المخجل موقف الفنان الكبير دريد لحام تجاه الشهداء الذين سخر لهم مسرحياته لأربعة عقود كاذبة!

ثورة سورية لا شأن لنا فيها ولا مصلحة ولكنها كشفت ضمائر بعض إعلامييها وفناننيها بأن الإنسان لديها لاشئ فما تتشدق به ويتشدق به النظام يفترق في اللغة ويلتقي في الجوهر!

مثاليات أبطال مسلسل باب الحارة الشهير هي منطق النظام السوري وفنانية ومذيعيه وإعلامه في وقت الرخاء فقط!

كانت حارة (الضبع) تقاوم المحتل وتشير للعملاء بالمسلسل الذي يحكي مرحلة عشرينيات القرن الماضي..

اليوم في عام2011 حارات (الأسد) أقفلُت أبوابها ولا تقاوم المحتل وتشير للعملاء أيضاً!