جائزة أمير الشرقية للتفوق العلمي، واحدة من أقدم الجوائز في ميدانها فقد احتفلت مساء الأربعاء الماضي بالدفعة الثالثة والعشرين من الفائزين بها وقد بلغ عددهم هذا العام 71 طالبا من جميع مراحل التعليم العام والجامعي بالمنطقة، ومنذ أكثر من أسبوع رعت حرم أمير المنطقة الاحتفال بالفائزات اللواتي بلغ عددهن هذا العام 56 طالبة.
أعداد الفائزين والفائزات تزيد وتنقص في جميع سنوات الجائزة التي ستبلغ ربع قرن في العام بعد القادم، مما يعني دقة شروط الترشيح ومعايير الفوز، ومما يعني أن هناك تنافسا فعليا على الحصول عليها، وهو الأمر الذي يؤكد أثرها في أوساط الطلاب والطالبات وفي مؤسساتهم التعليمية المختلفة.
مدير الجائزة الدكتور سعيد أبو عالي قال في كلمته: إن الأمير محمد بن فهد اختار موعد الاحتفال بالجائزة يوم الأربعاء الماضي ليتزامن مع احتفالات المملكة بذكرى البيعة السادسة لخادم الحرمين الشريفين، وقد أكد الأمير في كلمته على هذا المغزى، ولا شك أنه اختيار له دلالته العميقة فهذا التفوق امتداد ونتيجة لدعم واهتمام وتفوق أكبر، لكنني أتصور أن هناك مغزى إضافيا لاختيار موعد الاحتفال، ربما لم يشأ الأمير أن يعلنه، وهو أن الاختبارات النهائية ستبدأ السبت القادم، وقد جاء إعلان الفائزين بالجائزة والاحتفال بهم في هذا الموعد ليكون حافزا لهم للاستمرار في التفوق وتكراره مرة أخرى، ولتكون حافزا لغيرهم من الطلاب والطالبات الذين لم يفوزوا بها حتى يكثفوا جهودهم وهم مقبلون على الاختبارات ليكونوا من الفائزين بها في العام القادم.
الذين فازوا بالجائزة في سنواتها الأولى من الجنسين لا بد أن بعضهم أصبح له شأن في الميدان العلمي أو العملي والجامعات والمدارس عموما تفاخر دائما بخريجيها الذين أصبح يشار إليهم بالبنان فتتبناهم وتستمر في التواصل معهم، فحبذا لو فعلت ذلك جائزة الأمير محمد سيما أن الفائزين بها يضعونها بكل فخر في سيرهم الذاتية، فلو كان – مثلا – ضيف وضيفة الجائزة في العام القادم وفي كل عام قادم من الفائزين بها لكان ذلك أبلغ وأعمق سيما أنهما قطعا سيتحدثان عن أثر الجائزة في حياتهما، ولو تمت دعوة جميع الفائزين والفائزات بها طيلة دوراتها الماضية لتكوين جمعية عمومية للجائزة يتم من خلالها انتخاب لجانها والعاملين في مختلف فعالياتها وحتى مجلس إدارتها وبحث فتح منافذ اقتصادية ومالية لها لتكون شيئا فشيئا ذات كيان مستقل طويل الأمد مثلها مثل الجوائز العالمية الأخرى التي بدأت حلما جميلا وفكرة نابهة من أمثال الأمير محمد ثم تحولت إلى كيانات تشرئب لها الأعناق. وإضافة لهذا فهناك أسر تكرر منها فائزون وفائزات بالجائزة إما في عام واحد أو في سنوات متلاحقة أو متفرقة فحبذا لو شملت الجائزة تكريم هذه الأسر وتقديمها كنماذج مضيئة وقدوة لغيرها.
بقي عندي سؤال واحد تأملت فيه وفكرت ولم أجد له إجابة مقنعة سوى أن العادة جرت بذلك، والعادة ليست إجابة مقنعة لذلك أحببت أن أوجهه إلى راعي الجائزة، لعله يعالج الأمر بحكمته وبما ينسجم مع العقل ومع جوهر عقيدتنا السمحة، وما يسير في ذات الإطار التطويري لملك الإصلاح والإنسانية، والسؤال يقول: لماذا حفلان للجائزة وليس حفلا واحدا، ولماذا لا يوجد في مجلس إدارة الجائزة نساء ولا في لجانها الرئيسة؟ قاعات الاحتفالات في المنطقة الشرقية منها ما يستوعب عشرات الآلاف، وهنا إمكانية هائلة للفصل التام بين الجنسين (قاعة وقاعة)، أو كما يحدث حاليا بالفصل المكاني (جانب وجانب )، ولا أظن أحدا مازال يعتقد أن صوت المرأة عورة! أسأل لأنني على يقين أن تكريم الفائزين والفائزات في حفل واحد له انعكاساته الإيجابية الكبيرة على المتفوقين والمتفوقات وعلى أسرهم وعلى المجتمع عموما وعلى مكانتنا الحقيقية بين الشعوب والأمم.