رغم أن أكثر من توجس يجعل السيدات يتحاشين استخدام الغرف المخصصة لقياس الملابس في المحلات، إلا أنه في النهاية يرضخ العديد منهن لدخول هذه الغرف حرصا على اختيار القياس الصحيح.

الهواجس والتهيؤات من وضع بعض ضعاف النفوس من العاملين في المحلات التجارية لكاميرات تصوير هو أول الأسباب التي تجعل النساء متخوفات من خلع ما يرتدينه لقياس ملابس جديدة، وبالتالي الإحجام عن قياس ملابسهن داخل المحل.

وفي الوقت الذي يكون فيه الزوج أو ولي الأمر أحيانا هو من يدفع البعض الآخر من السيدات لتجاوز هذا الهاجس، واستخدام غرف القياس، تلافيا للعودة مرة أخرى للمحل لتغيير الفستان في حال اكتشفت زوجته أنه غير صحيح، وبالطبع يتم ذلك بعد إلقاء نظرة فاحصة على الغرفة، هناك كثيرون من الأزواج يذهبون في الاتجاه الآخر، وهو المنع التام لمحارمه من قياس الملابس في الغرف المخصصة لذلك في المحلات.

شذا مخلف وهي معلمة بالمرحلة المتوسطة تقول "أستخدم غرف القياس المخصصة للنساء في المحلات، لأن زوجي موافق على ذلك، وقد دفعه إلى ذلك كرهه للعودة للسوق لتغيير الفستان إذا ما اكتشفت في المنزل أن القياس ليس صحيحا، لكونه مشغولا دائماً".

وتضيف شذا أن "هواجس الكاميرات وإلحاح الزوج بالإسراع في الخروج من المحل، وكذلك التخوف من الوقوع في الخيارات الرديئة في الموديل واللون والماركة والمقاس تعرضني للوقوع في الحرج، حيث خرجت يوماً من غرفة القياس بعباءة مقلوبة، وأكملت التسوق بهذا الوضع وسط استغراب ونظرات التعجب وابتسامات المتسوقات.

أما سوسن سعيد وهي ربة منزل فتقول "أفضل أن أقيس مختاراتي من الملابس في البيت لعدة أسباب، أهمها أنني آخذ وقتي، وكذلك أستطيع أخذ الاستشارة من ناحية اللون والموديل"، وفي حال اكتشفت أن المقاس ليس مناسبا أعود لتغييره من المحل..

ومن المواقف الطريفة المتعلقة بغرفة قياس الملابس تضيف سوسن "في إحدى المرات خرجت من غرفة القياس في أحد الأسواق الكبرى مرتدية الفستان الجديد، وقدمت فستاني القديم للكاشير لكي أحاسب عليه، وهذا بسبب الربكة من تعليمات الزوج وحرصه على عدم التأخر..".

من جهته يقول ناجي أحمد وهو أحد العاملين بمركز تجاري أن "المراكز التجارية تحرص على أن يوجد بها غرفة للقياس، حرصا على ان تختار الزبونة المقاس المناسب لها".

أما عن إمكانية أخذ الزبونة الفستان لقياسه في المنزل قال "لا يمكن ذلك، لأن فستانا قيمته 500 ريال أو ألف ريال لا نستطيع أن نخرجه من المحل للتجربة بناء على طلب الزبونة، ثم تعيده الزبونة بعد يوم بحجة أن المقاس غير مناسب، وقد تأتي أثناء ذلك أكثر من زبونة لتشتريه وهو في منزل من أخذته للتجربة".

ويقول ناجي "نسمع عن أن هناك سيدات يأخذن الفساتين للمنزل بهدف قياسها وإعادتها في اليوم التالي، وهذه الظاهرة تقضي عليها غرف القياس النسائية في المحلات". ويتدخل عامل آخر في نفس المحل ليؤكد أنه من غير المعقول أن يساء للمحل أو يتم تشويه سمعته بمحاولة التلصص على النساء أثناء القياس، ومعظم الشكوك في هذا الجانب في غير محلها، وغرف القياس مثلها مثل دورات المياه النسائية في المجمعات الكبيرة تتمتع بالخصوصية التامة".