الملاحظة الأولى في شبكات التواصل الاجتماعي خلوها من حسابات بعض (كبار الصحفيين) وهي ملاحظة لا تخلو من أمرين: إما قلة إدراكهم بأهمية هذه الشبكات، أو عدم قدرتهم على التعامل مع التقنية وفي كلتا الحالتين فإن الأمر سلبي.
أما الشباب من الصحفيين؛ فتلك قصة مزدحمة بالأبطال ولا نهاية لها، حيث تبدأ من الممارسين للعمل الإعلامي إلى المشاهير من بعض الشخصيات الذين حلقوا في سماء الأضواء، حتى أضحت الفضائيات سفرة طعامهم وعدسات التصوير وجبتهم المفضلة.
الزميل خالد المطرفي يشعرك في أحيان كثيرة أنه مطالب بالوظيفة الإخبارية على الفيس بوك بجانب عمله الأساسي، بل يتسابق مع حساب قناة العربية في تويتر في عملية النشر، رغم أن المصدر الإخباري واحد فيما أعتقد وإن اختلفت الصياغة، في حين لا تكاد الساعة تعلن عن نفسها في السادسة صباحا إلا وقد استيقظ في الفيس بوك مقال الزميل تركي الدخيل الكائن باتجاه الحاجب الأيمن في هذه الصفحة من النسخة الورقية للصحيفة.
الصحفي المخضرم عثمان العمير يختلف تماما عن البقية.. فهو يجمع بين الملاحظة الأولى، والحضور في الفيس بوك، وقناعته تؤكد كما يقول إن الفيس بوك مجال للتواصل الإنساني والاجتماعي يرصد فيه الابتسامات، والعصافير والحكايات البسيطة، أما العزيز والقدير محمد التونسي فيكتفي بالمتابعة لما يُكتب من قبل الآخرين دون تفاعل، بل إن آخر ما سطره في صفحته الفيس بوكيه بتاريخ 18 مارس حينما عبر بكلمات لطيفة عن شفاء الملك.
مذاهب شتى تؤكد حداثة الوسيلة والتعامل معها وهي في تطور متلاحق على صعيد الأشخاص، فمن الأسماء المستعارة في المنتديات، إلى العبارات الأدبية في المواقع الاجتماعية، وبعدها ثورة الصور الفوتوغرافية، والمجموعات التطوعية، حتى وصلنا إلى سماجة غريبة تتمثل في كلمات منها: "في الطريق إلى السوق برفقة الوالدة العزيزة أطال الله في عمرها".
الفيس بوك بالنسبة للإعلاميين نافذة مهمة في التواصل مع الجمهور من حيث الأفكار والمشكلات، ونافذة أخرى تسويقية للمنتج الإعلامي على نطاق واسع من الأصدقاء والأقارب دون زملائهم الإعلاميين، لأنهم لا يتحاورون مع بعضهم وإنما يكتفون بالمشاهدة لما يُكتب!