ليس بغريب أبداً على صاحب القلب الكبير الذي هو بحجم الوطن أضعافاً مضاعفة ورائد الإصلاح الاجتماعي والفكري حبيب السعوديين والدنا جميعاً خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز ما أصدره قبل ثلاثة أيام من قرار اعتماد الخطة التفصيلية والجدول الزمني لمعالجة بطالة خريجي وخريجات الجامعات ممن تزايد عددهم في ظل قلة الفرص الوظيفية الحكومية خلال السنوات القليلة الماضية؛ واستغلال المدارس الأهلية لهم والقطاع الخاص واستنزافهم مقابل رواتب ضئيلة؛ وحتى غير الجامعيين أيضاً ذكوراً وإناثاً ممن سيستفيدون من برامج دعم تطبيق السعودة في القطاع الخاص؛ فهذا القرار الملكي الأخير وما تم اعتماده من برامج وفق جدول زمني فاعلة جداً لو طبقت على أرض الواقع بعدالة ونزاهة من قبل جهات التنفيذ الموكل لها ذلك؛ فإن من شأنها أن تحد من الفقر وتعمل على مكافحته بزيادة نسبة العاملين وخفض نسب البطالة المفجعة لدينا؛ كون البطالة من أهم أسباب الفقر والحاجة؛ وحين يتم توظيف الشباب والشابات من الخرجين خلال الخطة المعتمدة حتماً سنحصد فور تطبيقها نتائج إيجابية على مستوى الأسرة السعودية الاجتماعي والاقتصادي؛ وهي من شأنها أن تحافظ على استمرار الطبقة الوسطى في المجتمع والتي تنهض عليها المجتمعات الناجحة وتعتمد عليها كلما شكلت النسبة الأكبر فيها، وقد كانت البطالة ومتطلبات المعيشة اليومية الغالية تؤدي بشكل تنازلي بهذه الطبقة إلى الاضمحلال والفقر؛ ولأن المتضرر الأكبر فيها قبل هذه البرامج والخطة التفصيلية كنّ النساء؛ نتيجة تزايد خريجات كليات التربية والجامعات وضآلة المتاح لهن من الفرص التعليمية من جهة؛ ومن جهة أخرى قلة المجالات المهنية التي تتاح لذوات المستوى التعليمي المتوسط؛ فهذا أدى إلى زيادة نسبة الفقيرات ممن لاعائل لهن من اليتيمات والمطلقات والأرامل؛ وهذه الفئة بالذات الآن بعد تطبيق قرار قصر بيع المستلزمات النسائية على النساء سوف تُوفر لهن لقمة عيش شريفة ونزيهة لمن لم تحصل عليها من قبل؛ ويقلل من حجم طوابيرهن أمام أبواب الجمعيات الخيرية؛ فليس المهم توفير سمك للجائع بل المهم تعليمه كيف يصيد السمك ليعتمد على نفسه.
هكذا هو أبو متعب حبيب الشعب؛ إنه مخلص في حبه لأبنائه وبناته المواطنين وأكثر الناس حرصاً على مصالحهم وحياتهم ومتطلباتهم؛ هكذا يعلمنا ملكنا وولي عهده ونائبه الثاني معنى الإخلاص والتفاني في حب هذا الوطن وخدمته؛ ولهذا أتمنى على الجهات التنفيذية في الوزارات والتي تم توجيه الأمر الملكي لها لتطبيق البرامج على أرض الواقع وتنفيذها أن تقتدي بهذا الإخلاص والتفاني الوطني الذي يضرب مثله الأعلى أبو متعب ملك هذا الوطن؛ وأن يحرصوا كل الحرص على تنفيذها بنزاهة وعدالة اجتماعية دون تحيز؛ وحتما أشير هنا إلى أهمية مراقبة تنفيذ هذه البرامج من جهات رقابية مسؤولة، وما من شك في أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لها دور مهم هنا؛ إذ يجب أن تكون عيناً رقيبة ساهرة ليل نهار؛ ويداً تضرب من حديد على من يقصر أو يتخاذل في تطبيق البرامج وفق الجدول الزمني المحدد، وتنفيذها كما أمر حبيب الشعب أبو متعب لتحقيق مصالح أبنائه وبناته السعوديين.