كثيرون من الكتاب والمثقفين مستاؤون من مستوى الدراما السعودية على الرغم من توفر جميع حظوظ النجاح لها. فهي لا تزال تخبط خبط عشواء حسب فاطمة العرجان على موقع مجلة رؤية http://royaah.net/detail.php?id=796 وهي ستبقى كذلك مادام الباحثون عن أنفسهم ممسكين بخطامها..!
إن تعبير "الباحثون عن أنفسهم" هو تعبير مجازي يشير إلى من يبحثون عن الشهرة، الذين يبتكرون (أعمالا تستكثر على بعضها حتى كلمة "سخيفة").
فبعد "طاش ما طاش"، اتجهت الدراما إلى ما أسمته الكاتبة بـ"تفاهات"، فإذا كنا نسمح أن نقتطع شيئا من وقتنا من أجل "طاش ما طاش"، فإن "ما نشاهد أغلبه اليوم يقصر عن بلوغ هدف أو معالجة قضية، حتى الضحك لم يعد مهما، إن كان منهم أو عليهم، ما يهم أن تكون هناك مادة تشغل حيزا من الوقت على شاشة ما، وأن يكون الممثل الذي كان كومبارس سابقا بطلا مطلقا لاستهبال جديد. وفي مقابل الثنائية الكويتية: "وداد الكواري وأحمد المقلة، وفجر السعيد ومخرجيها" تسقط المحاولات قبل أن تهم بالنهوض، وتشير الكاتبة هنا على وجه التحديد إلى تجربة ليلى الهلالي وعامر الحمود، وتسمي أعمالهما بأنها لا "قصة ولا حبكة ولا واقعية ولا حتى تلك الكوميديا الغبية المنتقدة أعلاه، فقط حشد لممثلين وممثلات "قصة وسيناريو وحوار بإمكان أي مبتدئ في مجال الكتابة أن يكتب أفضل منها".
وتشير إلى منتج وممثل سعودي تسميه "البطل الكبير" وتصفه بـ"الشجاع" الذي ما سبقه في الإبداع أحد من العالمين في تصوير المجتمع على أنه قمامة كبيرة، يجتمع فيها أسوأ الخلق على وجه الأرض، وأكثرهم انحلالا، وكأن الفساد الأخلاقي هو الوحيد الذي فاحت رائحته، أو أن أكبر قضية تواجهها الفتاة السعودية عاشق – ضحك عليها بكلمتين – ثم هددها بصورها، والشاب السعودي لا يعاني من أي مشاكل إطلاقا إلا تهديد البنات، وحمل مسؤولية انحرافهن على عاتقه، بل وقد ارتقى الفساد الأخلاقي مراتب عليا في مجتمعنا، فأصبح الأب زوجا لزوجة ابنه، وبنت الأخ حاملا من عمها و"المعزبة" واقعة في غرام السائق والانحطاط بريال..! وتختتم الكاتبة مقالها بالقول لا تزال الدراما السعودية تتخبط في طريقها خبط عشواء، وستبقى كذلك مادام الباحثون عن أنفسهم ممسكين بخطامها..!