تنفست إسرائيل الصعداء، بعد أن أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون رصاصة الرحمة على المبادرة الفرنسية بعقد مؤتمر سلام في باريس، ونفضت يدها من إفشال العملية.
كانت واشنطن سباقة إلى رفض المبادرة الفرنسية، من منطلق أنها لا ترضى شريكا آخر من أي طرف دولي في حل أزمة الشرق الأوسط، حتى ولو تعثرت خطتها في أكثر من محطة، ولو كان المعرقل إسرائيل، كما كان الوضع حيال طرح الرئيس أوباما حدود العام 1967 أرضا للتفاوض على حل الدولة الفلسطينية.
يجب أن نعي أن الولايات المتحدة الأميركية تنطلق في كل مبادراتها من منطلق الأمن الإسرائيلي أولا، ثم تأتي القضايا الأخرى في أدنى سلم أولوياتها. فهي تعتبر إسرائيل متراسها الأول في الشرق الأوسط ضد أعداء وهميين تخترعهم حينا هي بنفسها، أو عبر تصرفاتها في المنطقة.
استغلت واشنطن محادثات يقوم بها وفد فلسطيني في أميركا، لتروج عبر إعلامها عن مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، مع أنها تعلم مسبقا أن المفاوضات متوقفة بين الجانبين بعد أن رفضت إسرائيل مبادرة أميركية بوقف الاستيطان في الضفة الغربية لمدة محددة، وهو ما يطرح علامات استفهام كبيرة عن المستوى الذي وصلت إليه الإدارة الأميركية في علاقاتها الخارجية، كما يفرض على الجانب الفلسطيني مسؤولية كبيرة في هذا الظرف المصيري الذي يتطلب الحيطة والحذر، وهو على أبواب سبتمبر وولوج بوابات الأمم المتحدة طلبا للاعتراف بدولته المستقلة.