اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس القائد بكتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس ـ إياد أسعد شلباية (38 عاما) من مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم شمال الضفة الغربية. وقالت كتائب القسام: إن قوات الاحتلال أطلقت النار بدم بارد على شلباية من مسافة قريبة بعد اقتحام منزله. مشيرة إلى قيامها بحملة مداهمات وتفتيش واعتقالات واسعة نفذتها في طولكرم طالت قرابة 15 من قيادات وكوادر حركة حماس ومدنيين، مستخدمة أكثر من 15 آلية عسكرية.

ودان الزعماء الفلسطينيون عملية القتل وقالوا إنها قد تعرض مفاوضات السلام الوليدة بالشرق الاوسط للخطر، والتي تجري بوساطة الولايات المتحدة.

واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أن عملية الاغتيال هذه تشكل "تصعيدا خطيرا"، وقال في بيان: إنها تعرض "الجهود الدولية المبذولة للتقدم بالعملية السياسية لمخاطر حقيقية".

أما حركة حماس فاعتبرت عملية الاغتيال "ثمرة من ثمرات المفاوضات التي وفرت غطاء للتصعيد الإسرائيلي".

وقال المتحدث باسمها سامي أبو زهري في مؤتمر صحفي بغزة أمس: إن الحركة تحمل إسرائيل المسؤولية عن "الجريمة" وكل التداعيات المترتبة عليها. متوعدا باستمرار العمليات المسلحة، ومشيرا إلى أن عملية الاغتيال "لن تفلح في كسر شوكة المقاومة أو تغييبها".

وحمل أبو زهري أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية المسؤولية عن مقتل شلباية. مشيرا إلى أنه كان معتقلا لديها حتى أيام قليلة وتفرض عليه متابعة أمنية بشكل يومي.

كما اتهم المجتمع الدولي بـ"ازدواجية المعايير من خلال صمته على سياسة الاغتيالات والقتل خارج القانون التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي ينتفض فيه هذا المجتمع من أجل خدش إسرائيلي واحد". وأعلن تمسك حركته بمواقفها السياسية الثابتة "في مواجهة محاولة التصفية للقضية الفلسطينية".

كما أكد القيادي في حماس الدكتور صلاح البردويل أمس أن هدف "الاحتلال من حملة الاغتيالات والتهديدات ضد الشعب الفلسطيني هو التغطية على المفاوضات".

وكانت متحدثة إسرائيلية قد أعلنت أمس أن شلباية قتل خلال "مداهمة اعتقال روتينية" في طولكرم والتي بها نشطاء. وأضافت أن الجنود فتحوا النار عندما واصل شلباية السير صوبهم بعدما أمروه بالتوقف.

إلا أن أقارب شلباية قالوا: إنه قتل بالرصاص في منزله بعد أن وصلت قوات إسرائيلية لاعتقاله. وقال شقيقه محمد: "إن الجنود طرقوا باب شلباية ثم دخلوا بعدها سمع شلباية يسأل من هناك؟ وأعقب ذلك سماع دوي ثلاث طلقات نارية".

في غضون ذلك اتهمت حماس أجهزة الأمن بالضفة الغربية باختطاف 53 من أنصارها وقياداتها في جميع محافظات الضفة. مشيرة إلى أن عدد المختطفين لدى الأجهزة الأمنية وصل إلى ألف شخص منذ عمليات القسام في رام الله والخليل قبل عدة أسابيع. من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات بين الفلسطينيين وحراس المستوطنات الإسرائيليين في حي بئر أيوب في بلدة سلوان في القدس الشرقية.