تشهد الساحة السياسية في لبنان حالة احتقان على خلفية التراشق الإعلامي بين نواب تيار المستقبل وحزب الله. واتهم نواب من الأكثرية حزب الله بمحاولة "وضع اليد على لبنان"، فيما أكد أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري أن "الفريق المحيط بالرئيس سعد الحريري يرفض أي ابتزاز". وفي المقابل حذر النائب عن حزب الله حسن فضل من "فتنة ربما لم يشهدها لبنان من قبل".
اشتعلت الجبهات السياسية والقضائية في لبنان أمس وشكلت ضغطا كبيرا على المستوى الأمني مما أدى إلى وضع وحدات من الجيش وقوى الأمن في حال جهوزية استعدادا للتدخل على الرغم من أن مصادر أمنية أكدت أن الأوضاع مستقرة "ولا داعي لأي استنفار بل إن الاحتياط واجب في مثل هذه الحالات من الحرب السياسية المفتوحة". وذكرت المصادر الأمنية أن انتشار الجيش أمس من مطار بيروت إلى مناطق بئر حسن والأوزاعي هو "بداعي مرافقة التجمع الشعبي الذي كان في استقبال المدير السابق للأمن العام اللواء جميل السيد الذي قدم من باريس".
وأكدت مصادر سياسية أن اتصالات عاجلة على مستويات عالية بدأت لاحتواء التصعيد. وقد جرى اتصال بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس اللبناني ميشال سليمان تناول تطورات التوتر. كما جرت اتصالات بين كبار المسؤولين في أكثر من عاصمة إقليمية "باتجاه مواجهة احتمالات انعكاس التوتر على الشارع".
وشكلت عودة اللواء جميل السيد إلى لبنان أمس، وهو الذي صدرت في حقه مذكرة جلب للقضاء بناء على التهديدات التي وجهها لرئيس الحكومة سعد الحريري ومسؤولين آخرين دافعا إضافيا للتوتر والشحن غير المسبوق في ظل تراشق إعلامي وسياسي حاد بين حزب الله وتيار المستقبل والأكثرية. وجدد اللواء السيد من مطار بيروت، حيث تم احتضانه من قبل حزب الله ومسؤولين في المعارضة، حملته على الحريري كما جدد نيته اللجوء إلى الشارع في حال لم يتم تحقيق مطالبه بواسطة القضاء. ووجه السيد المزيد من الاتهامات إلى رئيس الحكومة والفريق العامل معه من سياسيين وأمنيين. وحمل اللواء السيد على المحكمة الدولية قائلا: إن لا ثقة، رافضا القبول بقرار ظني "قبل أن نرى المحقق الدولي ديتليف ميليس ومدير عام قوى الأمن الداخلي أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن ومدعي عام التمييز القاضي سعيد ميرزا في سجون لبنان أو في سجون لاهاي. في المقابل شن نواب من تيار المستقبل والأكثرية هجوما عنيفا على حزب الله ووجهوا له اتهامات بمحاولة وضع اليد على لبنان. وفي حين أكد أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري أنه "لا يمكن اعتبار إقامة الحريري في السعودية اعتكافا"، اعتبر أن "مناقشة المواضيع مثل المحكمة والقضاء وفرع المعلومات وملف شهود الزور يمكن أن تفجر الموضوع.