عمّت مدينة "أبل دورن" شمال شرقي هولندا أول من أمس ثورة غضب واحتجاجات رافضة لإقامة قسم يحمل شعار "الذكريات الدامية" وذلك بمتحف الفن المعاصر والتاريخ الإقليمي المعروف باسم "CODA"، حيث يضم هذا القسم لقطات ومخلفات طبيعية من أحداث مؤلمة تركت آثارا في نفوس الهولنديين، وعلى رأسها عرض السيارة التي ارتكبت الحادث الدامي التاريخي العام الماضي 2009، عندما اخترق قائدها احتفالية عيد الملكة في 30 أبريل، مما أسفر عنه مقتل 7 أشخاص بجانب قائد السيارة المدعو "كارست . ت"، وإصابة 19 آخرين، فيما تحطمت سيارته ماركة سوزوكي سويفت.

وقالت متحدث باسم عمدة المدينة "إن مثل هذا الحادث لا يجب تخليد ذكراه في متحف الفن والتاريخ، لأنه سيكون مصدر إلهام للأحزان والشجن لأسر الضحايا الذين لا يزالون يعانون من نتائج هذا الحادث، ويجب معالجة آثار الحادث لا تكريسه في النفوس"، فيما يصر القائمون على المتحف إنشاء هذا القسم، وعرض السيارة وقصتها بالمتحف، استنادا على أن الشعوب لا تختار تاريخها وأحداثها، وأن دور المتحف تذكير الهولنديين بتاريخهم وأحداثهم الواقعية أيا كانت مرارة هذا الواقع.

وكان حادث اختراق كارست عامل الأمن السابق والمفصول من عمله للموكب الملكي، قد تسبب في صدمة شعبية وللقصر الملكي، وأدى إلى مطالبة جانب من الشعب بإلغاء احتفالات المهرجان السنوي المعروف بعيد الملكة حفاظا على مشاعر أسر الضحايا.

ولا تزال هذه القضية الخلافية، بين رغبة المتحف في عرض كل ما يمس التاريخ، ورغبة الجمهور في انتقاء بعضه موضع جدل ونقاش بين أوساط المثقفين بالبلاد.