كشف الفنان عبدالإله السناني النقاب عن عمل ضخم بدأ في التحضير له قبل 8 أشهر يرصد ويوثق الهجرة الجماعية لعدد من العوائل النجدية في سدير والقصيم والمجمعة إلى الكويت والبصرة والزبير وبغداد ودمشق بسبب الجوع والفقر وشح الأمطار في الفترة من عام 1850 إلى عام 1910, والتجارة المتبادلة التي كانوا يقومون بها في تلك الفترة. وأبلغ السناني "الوطن" أنه بدأ في رسم الخطوط العريضة للعمل في الرياض وبيروت مع عدد من الباحثين، وحول تقاطعه مع مسلسل "باب الحارة" في عدد من المحاور قال السناني: "المسلسل الذي أنا بصدده مختلف كليا عن مسلسل "باب الحارة" الذي يعتبر دراما اجتماعية بحتة، بينما "الهجرة إلى الشمال" مسلسل يرصد من جانب تاريخي في إطار درامي هجرة بعض العوائل النجدية قبل عصر توحيد المملكة, ويتخللها استعراض للمفارقات التي كانت تحدث معهم أثناء سفرهم إضافه إلى بعض القصص الإنسانية والوجدانية. وأضاف الدراما ليست هي الهدف من المسلسل وإنما الرصد التاريخي".

وحول الهدف من تناول المسلسل لتلك الفترة تحديداً قال "هناك أهداف كثيرة منها بيان نعمة الأمن التي تنعم بها بلادنا بعد توحيدها على يد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله والمصاعب التي كان يعاني منها المسافرون في تلك الفترة من خطر قطاع الطرق كما نهدف إلى التأكيد على مدى حب هذه العوائل والأسر المهاجرة للوطن وعدم استغنائهم عنه وحنينهم له رغم الغربة الطويلة, إضافة إلى الجانب التوثيقي لتلك المرحلة المهمة التي تكشف بجلاء أن مجتمعنا ليس مجتمعا مترفا وإنما عانى الأمرين من شظف العيش والجوع والفقر، إضافة إلى الأثر الاقتصادي والثقافي والإنساني الذي تركته هذه العوائل في تلك البلدان".

وعن مصادر البحث التي استقى منها السناني المعلومات اللازمة لإنتاج المسلسل أضاف "مازلنا في طور جمع المصادر, لن نترك بابا إلا ونطرقه. طلبنا بعض المراجع من مكتبة "الكونجرس" الأمريكية للتحقق من بعض المعلومات التاريخية إضافة إلى جامعة الملك سعود ودارة الملك عبدالعزيز وبعض المصادر السماعية من كبار السن في المملكة والكويت ولبنان وسوريا". وحول المدة الزمنية الطويلة اللازمة للتحضير للمسلسل التي تصل لسنتين استشهد السناني بإنتاج فيلم "تايتنك" الشهير الذي استغرق القائمون عليه 8 سنوات للتحضير له لينال على إثرها 9 جوائز أوسكار في مهرجانات مختلفة, وأشار السناني إلى أنه لن يعرض العمل على شركات إنتاج فنية وإنما سيفتش عن شركات داعمة وممولة لهذا العمل الضخم كما يحدث في هوليوود.