وأخيراً خرجت الحكومة اللبنانية إلى النور. نغّص عليها الفرحة الوزير طلال أرسلان الذي استقال قبل أن يجف حبر مراسيمها، مطلقاً على رئيسها نجيب ميقاتي أوصافاً لا تليق بسياسي منذ أكثر من 23 سنة، كما قال.
الذين رضوا عن التشكيلة قلائل بالقياس إلى ما كانوا وعدوا به. فالحكومة بقرة حلوب بالنسبة للبعض، ومسؤولية وخسارة بالنسبة للبعض الآخر وهؤلاء أقلية في كل الأزمان.
الخدمة العامة أحد عناصر النجاح السياسي، يدركها كل مسؤول، وتصبح مغارة علي بابا إذا ما انحرفت عن مسارها الطبيعي في خدمة الوطن والمواطن.
أصبح المواطن في لبنان قاب قوسين أو أدنى من أن يكفر بالدولة وبالحكومة، فخمسة أشهر وهو ينام ويصحو على أسطوانة واحدة مشروخة إن الحكومة تأجل تأليفها نظراً لكذا وكذا... وبات همه الوحيد حماية نفسه من متطلبات العيش التي لا تنتهي، متناسياً أموراً كثيرة ربما لن يسكت عنها لو أنه في بلد طبيعي.
غض الطرف عن أمنه حيناً، وعن بعض كرامته حيناً آخر من أجل تمرير كل يوم بيومه دون أن يعرف مستقبله.
لا يمكن لأحد أن يسامح، من سيعطل الحكومة، أية حكومة، وأياً كان رئيسها، لأنها تشكل في مطلق الأحوال سياجاً قانونياً يردع العابثين بمقدرات البلد، ويشكل إطاراً في علاقات الدول في ما بينها.
الحكومة اللبنانية شهدت النور فهل ستكون على قدر طموحات شعبها؟