كان ولا يزال الاعتقاد سائدا لدى كثير من السيدات وخاصة كبيرات السن أن شرب المرأة الحامل للماء بعد الولادة لا ينبغي مطلقا، وذلك لمدة أسبوع كامل لكي لا يؤثر عليها صحيا، إما ببروز البطن، أو بالحمى، أو نحو ذلك من الأمراض كحمى النفاس.

وبقي هذا الاعتقاد سائدا حتى اليوم لدى بعض السيدات ونقلنه لبناتهن بتلك الفكرة والصورة، فأًصبحن حريصات كل الحرص بعد الولادة على ألا يشربن الماء إلا قليلا جدا خشية عواقب وهمية لا وجود لها، وبالرغم من أن كثيرا من السيدات بعد الولادة يحتجن الكثير من السوائل وخاصة الماء، إلا أن السيدة كانت تواجه برفض من قبل والدتها التي تكون مرافقة معها أثناء الولادة، إلا أن طبيبة برأت الماء من هذه الأضرار وأكدت على أهمية شرب السوائل في فترة الوضع.

وذكرت أم بدر أنها وضعت مولودا منذ حوالي أسبوع تقريبا، وأنها تعاني مع والدتها التي ترفض أن تعطيها الماء إلا جرعات بسيطة جدا، وعلى الرغم من أن الطبيب المباشر لحالتها أكد لها عدم وجود أي ضرر من تناول الماء إلا أن والدتها تصر على رأيها.

وأضافت أن والدتها تفعل الشيء نفسه مع شقيقاتها، واللاتي أصبح لديهن أيضا هذا الاعتقاد، مشيرة إلى أنها قررت في المرة القادمة ألا تخبر والدتها بوقت ولادتها ولو ليومين فقط، حتى يتسنى لها شرب أي مادة سائلة، وخاصة بعد الخروج من غرفة الولادة، لأن والدتها تمنع عنها السوائل بصورة عامة، ولا يتوقف الأمر عند الماء فقط .

وأكدت أم علي أن هذا الاعتقاد لا يزال موجودا إلى الآن، وأنها تحرص على ألا تقوم بإعطاء الماء أو السوائل لبناتها اللاتي وضعن إلا بعد مرور أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع على الأقل، وعللت ذلك بقولها إنهن "تعودن على ذلك منذ زمن طويل، حيث يعتقدن أن شرب المرأة التي وضعت مولودا للماء خطر ، فقد يتسبب في حمى النفاس أو بروز البطن، وقد يكون مضرا بالطفل الوليد حال شربه للحليب من أمه".

وبينت أنهن يمنعن المرأة التي تضع مولودا وخاصة في الأسبوع الأول والثاني للولادة إلا جرعات بسيطة جدا، ويمكن أن تستغني عنها المرأة بشرب الأشياء الدافئة والحليب الساخن مخلوطا بالسمن أو العسل، وكذلك العصيدة، ففيها القمح وله فوائد كبيرة، أما عدا ذلك فلا ينبغي إعطاؤه للمرأة التي وضعت إلا بعد فترة ما تقارب الأسبوعين.

وأشارت إلى أن السيدات سابقا لم يكن يعرفن عملية الشد للبطن لأنهن تعودن على القيام بالأعمال المنزلية وأعمال الزراعة والري بأنفسهن، فكانت أجسامهن قوية، ولم تكن تحتاج المرأة لتلك العمليات إلا نادرا، وكانت المرأة تقوم بعملية الشد باستخدام قطعة طويلة من القماش يتم ربطها على البطن بعد الولادة بيوم، وتبقى على المرأة طيلة فترة أربعين يوما، ويمكن أن تستبدلها بقطعة أخرى إذا أرادت أن تغيرها، وتقوم المرأة بشد تلك القطعة يوميا على بطنها، وبعد أسبوع تقريبا تبدأ المرأة في ممارسة أعمالها المنزلية المعتادة عليها، ولا تركن إلى الكسل الذي نراه في سيدات اليوم .

وبرأت الدكتورة سحر إسماعيل (طبيب عام بمركز وسط المدينة بالطائف) الماء من هذا الاعتقاد الخاطئ، وذكرت أن الماء يساعد على سيولة الدم ومنع حدوث الجلطات، وكذلك الماء له دور كبير في منع تكوين الحصى في الكلى، إضافة إلى أن المرأة أثناء الولادة تفقد كمية كبيرة من الدم، فلا بد من تعويضها بشرب السوائل والماء، وإذا لم يجد الدم الكمية الكافية من السوائل والماء، فإنه يتركز في الجسم فيضر المرأة.

وحذرت من عدم ممارسة الرياضة لأي سيدة يكون قد مر على ولادتها يومان أو ثلاثة، مضيفة أن أي سيدة إذا أنهت شهور الحمل ووضعت وخاصة تلك التي تكون ولادتها طبيعية لابد لها من عمل تمارين مثل المشي على الأقل، وكذلك عمل التمارين الرياضية الخاصة بشد البطن.

وقالت "ينبغي أن تكون المرأة الحامل حريصة أشد الحرص على أداء التمارين الرياضية قبل وبعد الولادة"، مشيرة إلى أن المرأة بصورة عامة تشعر بالوهن بعد الولادة، فتركن إلى الراحة وعدم التحرك من سريرها إلا وقت الحاجة الماسة فقط .

وأضافت أن الذي يساهم في بروز البطن عدم أداء التمارين الرياضية، وأن شد البطن يستوجب أداء التمارين، فجدار البطن إذا تم شده يحتاج دائما إلى تقويته بالتمارين الرياضية.