هل تبدو خطوة تولي سامي الجابر لقيادة الفريق الهلالي الكروي الأول في مباراته اليوم ومباراته المقبلة في كأس خادم الحرمين الشريفين، خطوة شجاعة فعلاً؟.
إن كانت المسألة مرهونة بتحمل المسؤولية فقط، فإن الجابر أهل لهذه المسؤولية، وقد أثبت مراراً وتكراراً أنه رجل يقبل التحديات، وغالباً ما عرف كيف يتخطاها بنجاح وذكاء كبيرين.
أما إن كانت الشجاعة رهينة المغامرة، فإن ما يفعله الجابر يفوق المغامرة، لأنه يدخل مواجهة اليوم وفريقه بحاجة لما يشبه المعجزة لبلوغ نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بعد تخلفه ذهاباً وفي عرينه بثلاثية ثقيلة، ناهيك عن كم الإصابات والغيابات التي تضرب صفوف فريقه، وتقوّض حسابات أكبر المدربين وأكثرهم حنكة ودراية.
لكن الجابر بذكائه يعرف أنه سيقود الفريق بلا ضغوط، فإن حقق الفوز اليوم فسيكون قد فعل ما يشبه المستحيل قياساً بتباين الظروف الوقتية الآنية مع الاتحاد المتمسك بنشوة العودة القوية لمستواه، والمتسلح بجمهور عاشق، ومدرب خبير، وإن خرج بخسارة فلن يلام لأن المنطق يقبل هذه الخسارة.
وفي شأن الحسابات سيكون انتصار الهلال بمثابة الإنجاز حتى لو لم يؤهله إلى نهائي المسابقة، وهذا ليس تقليلاً من شأنه كفريق كبير يمتلك شخصيته الخاصة وحضوره الطاغي وأرقامه القياسية التي لا ينكرها سوى جاحد، إنما لأن الفريق الذي ينجح في تجاوز العقبات الكثيرة التي تحيق به في الوقت الآني يستحق أن يطلق على انتصاره وصف الإنجاز فعلاً.
في المقابل لا تبدو التحذيرات الكثيرة للاتحاديين من عدم التهاون اليوم مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي، ولو كانت كذلك لكانت نقطة المقتل للاتحاديين، فمن طبيعة اللاعب العربي أن يركن للطمأنينة عند التقدم بفارق طيب كما فعل الاتحاد ذهاباً.
كان التركيز ورغبة الانتصار من أهم أسلحة الاتحاد ذهاباً، حتى مع فارق الظروف بينه ومضيفه، وإذا ما ركن لاعبوه إلى الترشيحات المبكرة، وإلى أن خصمهم بظروفه الحالية يصعب أن يشكل لهم أي تهديد، فسيكونون بذلك مثل الجندي الذي يتخلى عن سلاحه، مقتنعاً أن الخصم ما زال بعيداً.
وسيكون على الاتحاد أن يحقق نتيجة إيجابية للمحافظة على رتم تصاعدي، وثقة أكبر حينما يصل حافة ملامسة الكأس، فالفارق كبير بين فريق يعبر إلى النهائي بانتصار، وآخر يمر إليه من الباب الضيق بتعادل أو خسارة.