يحلم أهالي وسكان حي الخمرة جنوب جدة بتطويره، وينتظر الكثيرون منهم أن تولي الجهات المسؤولة العناية بشوارعهم والسعي لإنارتها، ونقل المستودعات بعد أن تكدست بالفئران والنفايات، بدلا من تهديدهم المستمر بإزالة بيوتهم التي تؤيهم وأسرهم من التشرد.

يقول صالح السلمي أحد سكان الحي: إننا مهددون بالطرد بين كل عشية وضحاها ، ففي أحيان كثيرة نضطر لعمل خيام على مشارف الحي لمنع لجان إزالة التعديات للأراضي من هدم منازلنا على رؤوس من فيها، مشيرا إلى أن أغلب الملاك استصدرت لهم صكوك رسمية، ومع هذا يتم وضع إشعارات الإزالة من قبل اللجنة. ويضيف زميله عوض العمري: أن أغلب منطقة الخمرة والثعالبة وما حولها مخططات تم بيعها للملاك من مسؤولين ، ووافقت عليها الأمانة ومع هذا يعاني الحي من سوء التخطيط والإهمال.

ويؤكد المواطن عبدالله الحكمي أن الأراضي التي تقع شرق طريق الساحل تم عمل مخططات لها وشوارع ورقمت ويستغرب من متابعة لجان الإزالة للمواطنين، مشيرا إلى أن جميع المواطنين في تلك الأحياء يملكون سندات رسمية من البائع ، فلماذا لم تمنع البلدية المالك الأصلي من البيع لهؤلاء البسطاء الذين يسكنون في بيوت بلا ماء وبدون كهرباء ويتحملون تكاليف المواتير؟

أما محمد الفتي فأوضح أن حمى الضنك والناموس والروائح والمجاري والمخلفات والذباب والفئران تحاصرهم من كل جانب، وأن خطوط الهاتف دائما مقطوعة ومن جانبه يؤكد حسن العيسوي : لقد بات حي الخمرة وما حوله مستودعا لتصنيع وترويج المواد الاستهلاكية المنزلية المغشوشة من قبل العمالة الوافدة وغالبا ما تداهم لجنة الغش التجاري منازل الوافدين ممن يقومون بتخزين الشامبوهات وغيرها من المواد.

ويضيف العسيوي أن محطات تنقية مياه الصرف الصحي شكلت الخطر الداهم على سكان الحي خصوصا أن الويتات تقوم بتفريغ حمولتها في المحطة وزاد الأمر صعوبة نقل سوق الأغنام ليجاور المحطة التي لا يتولد منها غير الروائح الكريهة، مطالبا المجلس البلدي وأمانة جدة بالسعي وراء مراعاة أوضاع هؤلاء السكان البسطاء، وأن تبادر الأمانة بالاهتمام بأحياء جنوب جدة كما تولي الشمال جل اهتمامها.



دوريات سرية

ومن ناحيته أوضح لـ"الوطن" المتحدث الرسمي لشرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أن الشرطة تتعقب الأشخاص المخالفين لنظام الإقامة، وتعتمد الشرطة إرسال دوريات أمنية وسرية للقبض على أي مجرمين يسكنون الحي وتنظم الشرطة الكثير من الحملات الأمنية الميدانية للكثير من الأحياء العشوائية للقبض على أرباب السوابق.

ويؤكد الرئيس التنفيذي لشركة جدة للتنمية والتطوير العمراني طارق تلمساني أن أمانة جدة تقوم بالمراقبة مستمرة كما أن التعديات الموجودة بهذه المناطق قابلة للاندماج ضمن مخطط تطويري تعده الأمانة. على جميع أحياء جدة، ويشمل ذلك مراقبة المباني وحالة النظافة ومراقبة المرافق وتم سابقا فتح شوارع بالمخطط بعرض 80 م، والرابط بين طريق الليث وشارع الملك فيصل كما تم تصنيف حي الخمرة ضمن الفئة الثالثة في قائمة الأحياء العشوائية والتي لها إمكانية ذاتية للتحسن والتطوير وهذه الفئة تضم أحياء الحرازات، وادي عشير، وادي مريخ، أبو جعالة، وادي قوس، الأجواد الشعبي، ثول، خمرة السرورية، خمرة الثعالبة، خمرة القرنية، القوزين، الفاوو المحاميد، والأجاويد.

وأضاف التلمساني أن من خصائص هذه المناطق أن المخطط العام للمنطقة جيد وقريب من الكتلة العمرانية القائمة، ويشمل النسيج العمراني للمنطقة شوارع واسعة وممتدة وقابلة للربط مع شبكة الطرق الرئيسة أو مع الطرق السريعة، وتتوفر بها أراض فضاء كبيرة غير مملوكة يمكن للأمانة أو الشركة التابعة لها استغلالها لتوفير خدمات ومرافق تحتاجها تلك الأحياء، إضافة لإمكانية إنشاء مواقع للإسكان الميسر، ومواقع لمشاريع عمرانية، وأراض صالحة للتوسع العمراني،

من جهته يقول رئيس بلدية الجنوب عبد الله الغامدي أن من أبرز التجاوزات التي لاحظتها الأمانة في حي الخمرة تتمثل في التعديات على الأراضي الفضاء، والبناء العفوي بدون ترخيص، ورمي النفايات في الأراضي الفضاء والتعدي على المرافق بمخطط 184 \ب الخاص بالمستودعات وذلك بتخزين السكراب من الحديد والأخشاب وغيرها ، ويوضح أن الخطة المستقبلية لتطوير الحي من سفلته ورصف وإنارة جميع الشوارع ستتم في القريب العاجل ، حيث تمت مخاطبة الإدارة العامة للطرق بالخطاب رقم 310008524 بتاريخ 29\3\1431 هـ ،وطلبنا احترام المرافق في تلك المخططات واستغلالها للغرض الذي خصصت من أجله، كما توجد العديد من الخدمات مثل المدارس والمستوصفات جار تنفيذها حسب الخطة.