الجميل في الشبكات الاجتماعية أنها وضعت الناس في غرفة واحدة والباب مغلق بإحكام وليس قرية صغيرة كما روج للإنترنت في بداياتها من قبل أساتذة الحاسب الآلي والوعاظ.
والأجمل من ذلك أنها جمعت أصحاب المهن والتخصصات تحت سقف واحد حيث المشاركة والتفاعل في الاهتمامات وآخر المستجدات بين الأفراد والمجموعات ناهيك عن قدرتها في التغيير على الصعيد السياسي الذي لم يستوعب ما يحدث له حتى الآن.
هنا لن أتحدث عن من يمنع أهله من التقنية والفتيات يشكلن 70? من قائمة الأصدقاء عنده في الفيس بوك أو أولئك الذين يقدمون باستمرار اعتذارات للجميع بسبب رسالة بذيئة صدرت منه ولم يدركوا في الوقت ذاته أن ذلك سببه قبول الصداقة دون التأكد من هوية المضاف.
سأتحدث هنا عن التسويق اللطيف للذات والوظائف الأساسية أو الثانوية والتي منها الإعلام بشتى فروعه حيث بات من الملاحظ كثرة كتابة الصفة قبل الموصوف، فإلى جانب الصورة التي اختيرت بعناية وكأن صاحبها لا يعلم أثناء التقاطها كتب الإعلامي فلان الفلاني.
يقول الكاتب المصري مأمون فندي إن كلمة (إعلامي) نتاج مصري بحت ومفهومها أننا لا نعرف الوظيفة الحقيقية للشخص أو ماذا يعمل، ويضيف أن الألقاب المصرية لا تعني الكثير، والدليل أن (الباشا) يطلق على الضابط وسائق التاكسي.. ولهذا فهو يطالب بعدم تكريس مصطلح إعلامي والاكتفاء بعبارة صحفي بوصفها مهنة أو صحفي نسبة للصحيفة.
البعض يختلف هنا مع الدكتور مأمون لأن مرجعية الإعلامي هي كلية الإعلام كالمهندس والطبيب وأن الإعلامي يطلق على ذاك الرجل الذي تنقل في عدد من الوسائل الإعلامية المختلفة من الصحافة إلى الإذاعة والتلفزيون وكان منتجا وفعالا في المجتمع. ولكن السؤال شبه البريء (ماذا عن من كتب إعلامي وهو خريج الثانوية التجارية أو كلية الشريعة والهندسة؟) والسؤال الآخر (لماذا لم يكتُب من عُرفوا في المجال منذ سنوات كلمة إعلامي؟) الشيطان في التفاصيل..