شكك الكاتب حمد القاضي في الأبيات الرثائية التي تداولتها الأوساط الأدبية بعد رحيل الدكتور غازي القصيبي الشهر الماضي ونسبتها إليه. وأرجع القاضي شكوكه إلى أن الأبيات الأخيرة ـ حسب قوله ـ كانت ضعيفة وليست بمستوى ما عرف عن القصيبي، مشيرا إلى أن مدير مكتب القصيبي هزاع العاصمي أثبت في لقاء صحفي أن الصحيح من تلك الأبيات البيتان الأوليان فقط والبقية تم إضافتها ونسبها للقصيبي.

ويعتلي حمد القاضي مساء اليوم منصة نادي المدينة المنورة الأدبي ليكشف عن أكثر الجوانب الغائبة في شخصية الدكـتور غـازي القصيبـي ـ رحمه الله ـ بوصـفه أحد أكـثر الكتـاب والأصـدقاء قربا منه.

وتكشف الورقة التي سليقيها القاضي تحت عنوان (غازي القصيبي.. قراءة في فضائه الإنساني) عن مواقف القصيبي الإنسانية الخاصة والعامة التي تؤكد العاطفة القوية التي كانت لديه تجاه الآخرين والتي من بينها تأسيسه لجمعية الأطفال المعاقين حين كان وزيرا للصناعة والكهرباء.

وأكد القاضي لـ"الوطن" أنه أختار الحديث عن الجانب الإنساني لأن الجانب الثقافي قيل فيه الكثير ولأن القصيبي كان يرفض خلال حياته أن يتحدث في أي عمل خير يعمله للآخرين طلبا للأجر والثواب، مشيرا إلى أنه لمس من خلال معرفته بالقصيبي عاطفته القوية جدا تجاه المحتاجين ودعمه لهم، وأنه سيروي من خلال الورقة تلك المواقف التي يقول إنه يعرف الكثير منها كما عرف بعضها من أناس آخرين.

وأشار القاضي إلى أن من المتميز في شخصية القصيبي أنه لم يطغ في شخصيته جانب على آخر، فقد أعطى كل جانب ما يستحقه، ففي الجانب الإداري أعطى كل ما يستطيع من أجل خدمة وطنه ونجح وإبدع في المجال الدبلوماسي.

كما أنه أعطى لأسرته رغم كل مشاغله الدبلوماسية والثقافية كل ما يستطيع بل كان يخصص نهاية الأسبوع لهم. ولعل نجاحه ـ بحسب القاضي ـ في التوفيق بين كل تلك الأشياء تؤكد أنه كان يملك قدرة عجيبة على إدارة الوقت بشكل دقيق.

وتوقع القاضي ظهور كتابات ودراسات عميقة مستقبلا لافتا إلى معرفته باشتغال كتاب على إصدار كتب ودراسات عن القصيبي، مبررا الكتابات الانطباعية التي أعقبت وفاته بمواكبة الحدث.

ولم يستبعد القاضي ظهور مؤلفات ووثائق لم تنشر من قبل للقصيبي، متوقعا أن تكون العزلة التي عاشها خلال فترة مرضه سواء في مستشفى التخصصي بالرياض أو أمريكا في رحلته العلاجية الطويلة التي تجاوزت العام، ثم البحرين قد أفضت إلى شيء من الإنتاج من ضمنها ما أشار إليه صديق عمره الدكتور عبدالعزيز الخويطر الذي قال إنه على مدى ثلاث سنوات كان يعمل على تفسير للقرآن الكريم حيث كان يقرأ التفاسير بشكل كبير وقد أعجب حينها بتفسير بن سعدي ونحن نتطلع إلى أن تظهر هذه الكتب.

ولفت القاضي إلى تلميح القصيبي في كتابه "حياة في الإدارة" إلى أن هذا جزء من سيرته في إشارة إلى أن هناك جزءاً آخر"، ويرجح القاضي أن القصيبي كتب مذكرات لحياته بشكل عام مستدلا بديوانه الشعري "البراعم" الذي حمل بين دفتيه قصائده التي قالها بين سن الـ18 والـ20 عندما كان طالبا، حيث إن هذا الديوان لم يخرج إلا قبل سنتين حين أكرمه القصيبي بتولي مسـألة نـشره في دار القمـر التـابعة له وقد نـشر أخيرا على الرغم من أنـه كـان موجـودا عـند القصيبي منـذ أكـثر من أربعين عاما.