استجاب سمو الأمير (خالد الفيصل بن عبدالعزيز) أمير منطقة مكة المكرمة لدعوة أخيه سمو الأمير (فيصل بن خالد بن عبدالعزيز) أمير منطقة عسير والأهالي لتجديد العهد والوفاء لعشرة 37 عاماً من العمل الدؤوب والإنجاز الباهر وللمناسبة أكتب هذه الخاطرة:
الحلم المبكر للأمير (خالد الفيصل) بنقل المملكة للعالم الأول قديم وطموح.. لم يكتف بطرحه مجرد نظرية جامدة وإنما شمّر عن ساعد العمل الجاد لتطبيقه بحدود الإمكانات المتاحة.. وتجلى ذلك إبان إمارته لمنطقة (عسير) إذ فاجأ د. (غازي القصيبي) وزير الكهرباء آنذاك بزيارة مصطحباً دراسة متكاملة من حسابه الخاص لكهربة المدن والقرى بمشروع عملاق كان الأول من نوعه ولم يكن أمام الوزير إلا أن يدخل المغامرة التي لم تكن تخطر له ببال ونجحت أيما نجاح.
وعند افتتاح الملك (فهد) وزير الداخلية حينها سد مدينة (أبها) فاجأ الأمير الحفل بمقترح تحلية مياه (البحر الأحمر) وضخها عبر جبال السروات لأنها بتصوره الحل الأمثل لمشكلة نقص المياه.. مما دعا وزير الزراعة وقتها إلى التعليق بأن ذلك ضرب من الخيال ومن رابع المستحيلات! ولكن الإصرار والعزيمة حققا المستحيل.
منذ أول سنة لإمارته (عسير) وبعد وقوفه على المعطيات الطبيعية للمنطقة نادى بالسياحة الداخلية النقية مصدر رزق للمواطنين وحماية لمهاجري الخارج من السلبيات هناك وتوفيراً للاقتصاد الوطني.
وعندما فوجئ المجتمع بما سُمي بـ (الصحوة) واندفاع بعض الشباب المتأثرين بفكر خارجي لاعتلاء المنابر وتعبئة الأشرطة بطروحات شاذه تزامنت مع الهجمة (الجهيمانية) على بيت الله العتيق وحرمه الآمن، كان الأمير أول المبادرين لدق ناقوس الخطر شعراً ونثراً وكان لتحركه الحكيم الأثر الطيب بما قامت به القيادة الرشيدة من خطوات أعادت المياه الى مجاريها ووأدت الفتنة بمهدها.
ولإحياء ذكرى والده الشهيد الملك (فيصل) عمل مع إخوانه على قيام المؤسسة الخيرية والجائزة العالمية التي فاقت بنجاحها (نوبل) بدليل أن بعض من نالها رشحته الأخيرة فائزاً بها.
وماذا نقول عن (مؤسسة الفكر العربي) التي كان سر تألقها توظيف المال لخدمة الفكر..
ومن منجزاته البارزة هذه الصحيفة (الوطن) كانت وما زالت فتحاً جديداً للصحافة المتطورة. وإحياء (سوق عكاظ) بحلته الجديدة.. وإنشاؤه (كرسي الاعتدال) بجامعة جدّه الملك (عبدالعزيز) لمحاربة الفكر الضال وهداية المتطرفين للصواب وعندما اختاره ولي الأمر حفظه الله أميراً لمنطقة (مكة المكرمة) آلى على نفسه رغم كل المعوقات والتحديات إلا أن يجعل تلك المنطقة الهامة أنموذجاً لولوج المملكة العالم الأول.
إن من عايش الأمير المقدام ولمس اقتران الرؤية المستنيرة بالهمة والطموح لا يستغرب وصوله بإذن الله تعالى ثم دعم ولاة الأمر وتعاون العاملين إلى غاياته النبيلة.. فمرحباً ألف بأبي بندر في (عسير) ضيفاً مضيفاً بين ربعه وأهله.