في اللحظة التي وصلني فيها (مسج) العم والوالد الفاضل "أسامة خليل" رسالة الجمعة كعادته نهاية كل أسبوع، وكان وقت وصول رسالته قبل نهاية الوقت الإضافي من نزال نهائي كأس الأبطال، وبمجرد أن رأيت رقمه يضيء جوالي حتى تأكدت أن النصر حليف الأهلي والكأس للأهلي وعشاقه يشربون منها الليل كله وكل الليالي المقبلات، فهذا الرجل، أي الوالد أسامة، رجل بركة كله خير ولا يأتي منه إلا الخير أو كما يقول إخواننا المصريون "ده بتاع ربنا".. ألف مليون مبروك للأمير خالد بن عبدالله وللأمير فهد بن خالد وللأمير فيصل بن خالد بن عبدالله وجه السعد كما أسميته هنا في هذه الزاوية الأسبوع الماضي متنبئاً بلقب أخضر جديد وقد حصل ولله الحمد إذ لا يصح في النهاية إلا الصحيح كما قال لي صديقي "أبوعبدالله" من الرياض في تهنئته بعد المباراة!. مبروك لنائب رئيس النادي خالد عبدالغفار ولمدير الكرة الشجاع طارق كيال ولمن زف الخبر السار بنيل الأهلي لقب بطل الأبطال إلى الأمير خالد وأعني ذلك الرجل الهادئ الوقور أبومنصور أيمن عبدالغفار الذي أسميه الجندي المجهول. مبروك لكل جماهير الأهلي في جدة وخارجها وفي كل أنحاء الوطن العربي ولكل الأهلاويين في كل العالم، بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، ومن غير الأهلي يستحق أن يكون بطل الأبطال ومن غير الأهلي الملكي يستحق الجلوس على عرش كرة القدم؟.. إنه الأهلي ملك الكرة الجميلة في بلادي وملك الأناقة والحضارة والثقافة في الوسط الرياضي العليل!، وليس غريباً ولا عجيباً أن يكون الأهلي كذلك لأن من يقوده، قبل أن يكون ابن ملك، هو رجل (جنتلمان) تجمعت فيه، ما شاء الله تبارك الله، كل القيم النبيلة من حكمة وخير وجمال وفروسية وأدب وأخلاق. هو مهندس وصانع هذا الانتصار بخبرته وحنكته وحسن تجهيزه للفريق إذ في ظرف ثلاثة أيام استطاع أن يجعل من الأهلي فريقاً رزيناً وثقيل الموازين.. لله ما أجملك يا أبا فيصل وما أجمل مساء الجمعة عندما ينال الأهلي كأسه الأثيرة والغالية من يد أغلى الناس طويل العمر وفي هذا التوقيت حيث نعيش أحلى الفترات بسلامة الملك عبدالله أطال الله عمره وبهذا الانتعاش الذي يسود بلادنا الحبيبة. إنها بداية العودة للأهلي وإعادة لكتابة تاريخه المجيد من جديد على يد الأمير"خالد بن عبدالله" الذي لا يذكر إلاّ ويذكر النادي الأهلي بجدة، ولا يذكر النادي الأهلي إلا ويذكر "خالد بن عبدالله"، فهما مقرونان ببعضهما ومرادفان لبعضهما: الأهلي خالد، وخالد الأهلي. هكذا يلتقي الاسم بصفته والصفة باسمها، يختلطان يلتصقان ويمتزجان، كعاشقينْ، ليصيرا واحداً!!

وأكتبُ عن (أحد عشر كوكبا) أضاءت جدة كلها، أرضها وسماءها وبحرها وجهاتها، وما حولها من مدن وقرى وطرق وحوارٍ ومحلات، بل كانت كواكب الأهلي تفيض بالنور فأضاءت البلاد بأسرها، وما يزال نور الأهلي يغمر الزمان والمكان والناس والأشياء ويضيء هذه الأوراق والسطور والكلمات والحروف التي تتشكل الآن من منجم شارع التحلية.

نعم، ما أجمل الكتابة عن (الأهلي) وجياده الأصيلة التي سرعان ما تجاوزت كل كبواتها الماضية، لتنهض من جديد، بكبرياء الثقة العالية، وتواصلَ أمتع الركض (الفتيِّ) وأبسله، الذي وإن صمدت حياله شبكة الخصم، مائة وعشرين دقيقة، إلا أن السرب الأخضر تمكن في النهاية من صبّ العسل في أوردة الشبكة الصفراء طازجا وشهيا. ليست الكأس جديدة ولا غريبة على (الأهلي)؛ فالأهلي والبطولة عاشقان قديمان حميمان، كما أنني لا أحتفي اليوم (بالأهلي) من هذا الجانب؛ إنما لأن الجمال العظيم تعافى وعاد إلى الساحة بخضرته الصافية البهيّة وفنّه الذي ينتزعنا من كل شيء ويجرّنا من أهدابنا طواعية، إلى الميدان كي نوقن أن (الأخضر) دائما هو سيّد الألوان واللائق بالتربع على عرشها، فهو أكثرها فتنة وسحرا وجاذبية، ولتنظروا إلى الطبيعة وخضرتها الهائلة، التي تمتد من الأشجار إلى النباتات والحقول والبساتين والملاعب وكل الخيرات خضراء.. لقد كتبت فرقة الرعب صياغة جديدة وأمينة لمفاهيم المجد والبطولة والأبطال، وليس الأهلي سوى قمر سيحيا، من الآن فصاعدا إن شاء الله، ديمومة الاكتمال!