يكفي أن تتخذ إسرائيل موقفا معاديا لأسطول الحرية 2، لكي تشل حركته، وتجعل من الدول المشاركة فيه تحسب ألف حساب قبل السماح لمواطنيها بالإبحار باتجاه غزة، فكيف إذا اتخذت الولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مواقف متشابهة في أهدافها، وإن كانت مختلفة في الشكل؟
قالت إسرائيل بوضوح إنها لن تسمح لسفن الأسطول بالرسو في مياه غزة. بكلام آخر، قالت إن الحصار على القطاع سيستمر وسيتواصل طالما بقيت حماس تدير المنطقة. حتى لو لم تكن حماس، فالوضع في القطاع لن يكون أفضل مما هو عليه الآن، لان الضفة الغربية ليست أحسن حالا، فهي معرضة في كل وقت لح جب الأموال المجبية لصالح السلطة، كلما وجدت إسرائيل مبررا لذلك، ناهيك عن إقفال المعابر والتضييق ليس فقط على المواطنين في تنقلاتهم، بل على المسؤولين أيضا.
يضع نشطاء أسطول الحرية 2 نصب أعينهم إيصال المساعدات إلى أبناء القطاع، غير آبهين بالتهديدات المتصاعدة من إسرائيل التي صدرت بالأمس من أعلى سلطة رسمية ـ المجلس الوزاري الأمني ـ فأسطول الحرية 1 وما واجهه كان وصمة عار على جبين الاحتلال، وإذا كانت تركيا تجري المفاوضات مع إسرائيل لردم الهوة السياسية بينهما التي أعقبت الاعتداء على السفينة "مافي مرمرة" انطلاقا من مصالح الدول، فإن الشهداء الأتراك التسعة الذين روت دماؤهم بحر غزة، ستبقى صورهم تزين أي مبادرة أو حركة لكسر الحصار عن غزة.