في ليلة مباراة التتويج على كأس خادم الحرمين الشريفين كانت أمسية كروية ختامية ماتعة، فاز بها النادي الأهلي وخسرها الاتحاد. هذا ما حصل بعد منتصف الليل وحتى الرابعة فجراً، كان في برنامج مساء الرياضية بالقناة الرياضية السعودية الأولى، مباراة استوديو بعد مباراة الكأس. كانت مباراة الكأس فنا وروحا رياضية وجماهير تغني لفريقيها وتغني سوياً للملك الذي كافأها بتوسعة ملعب جدة وملعب آخر منتظر، كي تتسع مساحة الطرب والمتعة. في مباراة الاستوديو كان اللاعبون هوامير الناديين في الإعلام الرياضي يتبادلون الطعن في الذمم وفن التكذيب والاحتقار، وعرض تاريخ هزائم الفريقين للبقاء في الاستوديو وأماكنهم.

كان حكم المباراة المذيع الدكتور والإعلامي عادل عصام الدين بلا صافرة وكروت ملونة! كان اللاعبون ستة، للاتحاد جمال عارف وعدنان جستنية ومحمد البكيري لم يحضر، وللأهلي خالد قاضي وأحمد الشمراني ومحمد الشيخي، كانت مباراة سداسية وروح البكيري حاضرة. بدأ جمال عارف بلوم الدكتور الأهلاوي عبدالرزاق أبوداود أنه أنكر بطولات للاتحاد وبدأ تذكير الحضور ببطولات ناديه، رد خالد قاضي وكان يتكلم عن هزائم الاتحاد وفضائحه المالية، كان يتكلم مع كل من يتكلم، كان لا يترك الحديث ويقول إنه في حوار، وحواره طعن في ذمم رجالات الاتحاد وفريق الاستوديو الخصم.

- غضب عارف وقال: كذبت!

- غضب جستنية وقال: ما صدقت وفضل رجال الاتحاد عليك!

أصبح الحوار ردحا بشعا بين هوامير الأعمدة والمايك، كانت التهم متبادلة من ارتزاق إلى تزوير، خالد قاضي كان خشناً مما جعل أحمد الشمراني ومحمد الشيخي يلطفان التمرير بالتبسم! كان المذيع حكماً لأنه كان صامتاً! عرفنا لماذا الجمهور الطروب يصبح نشاز الصوت فجأة! وعرفنا لماذا منتخباتنا واتحاداتها في تخبط رغم وجود بيئة النجاح! وعرفنا أن هؤلاء لا يعرفون أنهم يأكلون الأكتاف أمامنا ويتجشؤون في وجوهنا! وعرفنا التطور الملحوظ في هذه القناة!

الإعلام الرياضي لا يريد عقولاً تكتب وتتحاور، يريد قلوباً تكتب وألسناً تحلف. المحزن في الأمر كمية البغضاء في وجوه لاعبي مباراة الاستوديو بعد نهايتها. المحزن أكثر وعد المذيع باستضافتهم مرة أخرى!