أوفى الاتحاد السعودي لكرة القدم بوعده إحضار مدرب من رتبة (عالمي) بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالقادم الجديد إلى قائمة مدربي الأخضر السعودي الـ43 ليصبح الـ44 من ذوي السمعة المتميزة لاعباً ومدرباً، وأجزم أنه أحد أربعة مدربين برتبة عالمي يمرون على المنتخب السعودي الأول، بعد كل من ماريو زاجالو، وليوبنهاكر، وكارلوس ألبرتو بيريرا.

وبهذا يكون هذا التعاقد قد أوقف حملة إعلامية مركزة منذ عدة أشهر عن هذا الملف المهم في الكرة السعودية نجح رئيس الاتحاد الأمير نواف بن فيصل في إغلاقه على الوجه المأمول.

بهذا الاتفاق الذي تم في العاصمة البريطانية تكون معادلة الطرفين متساوية، فالاتحاد السعودي حقق رغبته بجلب اسم تدريبي له وزنه ومكانته ويعول على سجله المهني ليقود الأخضر إلى أعلى المحافل الدولية، ويعيد صياغة هوية جديدة للمنتخب التي افتقدها منذ سنوات، وليس هناك مدرسة كروية في عملية بناء فريق أو منتخب بأفضل من المدرسة والفكر الكروي الهولندي التي تقف على رأس المدارس الكروية الدولية منذ مطلع القرن الماضي، ويقود هذا الفكر المطلوب بالأخضر السعودي مدرب كبير وسجله كلاعب لا يقل شأنا عنه كمدرب له اسمه وتاريخه وإنجازاته.

ومن جانب المدرب نفسه، فهو الآخر وجد فرصة طيبة لإعادة اسمه على مستوى تدريب المنتخبات بعد أن ترك هذه المهمة منذ سنوات، والتحق بهموم ومشاكل التدريب في الأندية، فكانت محطته الرائعة مع أعظم فريق كرة في التاريخ بحسب دراسة مجلة نيوزويك الأمريكية في عددها الأخير، وأعني به برشلونة الإسباني الذي حقق معه جميع البطولات المحلية والقارية، كما أعاد الفريق إلى هويته الأدائية التي رسم ملامحها مع مطلع التسعينات الميلادية من القرن الفارط الأعجوبة الهولندية يوهان كرويف.

إذن الفرصة مواتية أمام ريكارد ليتواجد مع منتخب يعد في حقيقة الأمر أحد أركان الكرة الآسيوية، وبالتالي لم لا يكون مع الأخضر في مونديال البرازيل عام 2014.

إنها حالة نادرة أن يكون جانبان في نفس المركب وبنفس الأهمية، فلا طرف يرجح على الآخر، إذ إن المنتخب السعودي بحاجة إلى مدرب بمواصفات ريكارد ومكانته، والمدرب وجد فرصة للظهور على قائمة مدربي منتخبات المونديال المقبل، ووفر أمامه كل السبل ومنحه كامل الصلاحيات، وبالتالي علينا أن نراقب الطرفين، وليس طرفاً واحداً فقط.

سنرى كيف سيكون الاتحاد السعودي بعيداً عن تشكيلات الأخضر، وكيف سيكون عدم التأثر بما يطرح لصالح هذا اللاعب أو النجم ولماذا تم استبعاده، وسنرى كذلك كيف لهذا المدرب أن يصيغ هوية فنية أدائية جديدة تتناسب مع إمكانات وقدرات اللاعب السعودي وتطورها لمواكبة تطور منتخبات مثل اليابان وكوريا الجنوبية والشمالية.

عندما تتأخر خطوة لكنها تأتي بثمرة فإن ذلك مدعاة لأن يكون تريثا وتقديرا أكبر لهذه الخطوة، وهذا ما يهم الكرة السعودية وما تحتاجه في المرحلتين الحالية والمستقبلية.

دعواتنا للمدرب وجهازه المساعد بالتوفيق، وكذا للاعبين الذين سيتم استدعاؤهم لتمثيل المنتخب.