تحركت جهات حكومية بالعاصمة المقدسة لتصحيح أوضاع الفنادق، والتأكد من تحقيق نسب السعودة وتشغيل العمالة النظامية وذلك قبل موسم الحج، وعلى إثر حادثة الفتاة الجزائرية التي أظهرت أن الوافد الذي كان في خلوة غير شرعية مع الفتاة يقيم بشكل مخالف للأنظمة،كما أن الوافد الآخر الذي كشفهما في الخلوة هو الأخير يقيم بشكل غير نظامي.

وبين الناطق الإعلامي بجوازات منطقة مكة المكرمة الرائد محمد عبد الله الحسين أن الجوازات تقوم بحملات مكثفة على المحلات والأسواق وغيرها لتعقب المتخلفين الذين يقيمون بطريقة غير مشروعة،ومن يتم القبض عليهم يتم ترحيلهم وتتخذ الإجراءات اللازمة حيال من قام بإيوائهم والتستر عليهم ومساعدتهم في الحصول على العمل، وأما مخالفو أنظمة العمل الذين يعملون عند غير كفلائهم فمتابعة هؤلاء من اختصاص مكاتب العمل.

وأكد مدير مكتب العمل بمنطقة مكة المكرمة فهد الشمري أن هناك لجنة يشارك فيها كثير من الجهات الحكومية تتابع عملية السعودة في الفنادق والوحدات السكنية وتتأكد من أوضاع العمالة في هذه المنشآت، وفي حال رصد مخالفات تتخذ بحقها الإجراءات النظامية مشيرا إلى أن اللجنة تواصل عملها بشكل مكثف.

ويشير كثير من النزلاء إلى أن بعض الفنادق والوحدات السكنية في المنطقة المركزية للحرم الشريف تدار من قبل العمالة الوافدة التي تتولى أمور الحجز والإسكان وتحصيل المبالغ من النزلاء والعمل على خدمتهم، إضافة إلى تحديد أجور الغرف والأجنحة ومن الصعوبة معرفة نظامية هذه العمالة لأن ذلك من مسؤولية الجهات الحكومية المعنية.

وأوضح حسين الشهري ومعتز عبدالمجيد وصالح عشري ومحمد أبو منار أنهم عند نزولهم في عدد من الفنادق حول الحرم الشريف كان تعاملهم في الحجوزات والإسكان مع الوافدين الذين كانوا في الاستقبال، وهم الذين يحددون الأسعار وقيمة التخفيض أو رفع الأسعار، حيث يضعون في البداية سعرا مبالغا فيه، وإذا وجدوا النزيل يهم بالتوجه إلى فندق آخر يبدؤون في تخفيض الأسعار من أجل كسب رضا النزيل وترغيبه في السكن في الفندق، مشيرين إلى أنهم لم يروا أي شاب سعودي في هذه الفنادق . وأشارت بعض المصادر إلى أن الوافدين هم الذين يستثمرون الفنادق والوحدات السكنية في المنطقة المركزية ويسيطرون على عمليات الإسكان والتغذية والنقل وفي موسم الحج يقوم الوافدون بالتنسيق مع بعثات الحج لاختيار مساكن الحجاج وتوجيه بوصلة الإسكان إلى الحي الذي يحصلون فيه على عمولات كبيرة من أصحاب المساكن مؤكدة أن أصحاب المساكن الذين يرفضون الانصياع لطلبات الوافدين تظل عمائرهم خالية طوال موسم الحج فالعمالة الوافدة أصبحت الآن تتحكم بشكل كبير في إسكان الحجاج والمعتمرين مقابل الحصول على عمولات مالية كبيرة.