قبل عدة أشهر تناقل السعوديون مقاطع مرئية على موقع "يوتيوب" لطفل ذكي يدعى "ميشو". كانت القنبلة بانتقاده للمناهج ومقارنته بما تعلمه في غير مناهجنا, وكلنا أعجبنا بطريقة الطفل في الحديث, وأصبح له متابعون بالملايين. مع الأيام قام مجموعة من الشباب في موقع التواصل Twitter بانتقاد اللغة الاستعلائية التي يتحدث بها هذا الطفل، بسبب فرصة التعليم التي وفرت له ولم توفر لغيره وغير ذلك. كان موقفي موقفاً معارضاً للانتقاد اللاذع لهذا الطفل, بحكم أنه نابغة, حتى أنطق الله والده المسمى بـ"أبو ميشو" فكانت الكارثة واتضح البلاء.
أيها السعوديون, وجد لكم أبو "ميشو" حلاً, بحكم أنه يتحدث في مقطع فيديو استعلائي يحتقر فيه المجتمع، ويبسط مشكلاته بطريقة مسيئة، ويردد عبارة "حنا في السعودية", وشعرت حينها أنه "يديرالمملكة العربية السعودية"! ويقول إن مشكلة العنوسة هي "ما عاد فيه رجال", وعن مشكلات الفقر والبطالة يقول إنه يجب على كل أب فتح حساب توفير لإيداع مبلغ لأبنائه حتى"يبلغون العشرين"! ثم يسخر بمن لم يجدوا وظائف بقوله: إن الدولة ليست مسؤولة عنهم، بل عائلاتهم هي المسؤولة! وفي كل مرة يقول "حنا في السعودية"! ويسخر بالعاطلين بقوله "ما دروا عنك يا النابغة حتى يوظفونك"! هذه اللغة تبين أن هذا الأب يعيش في كوكب آخر. لا يعلم أن هناك مخترعا سعوديا حاول الانتحار قبل مدة بسبب عدم تقدير موهبته وتوظيفه. ولا يعلم هذا المتعالي أن هناك عائلات لا تملك بطاقة صراف ولا حسابا بنكيا حتى تقوم بالتوفير لأولادها، وأن هناك آباء لا يتجاوز راتب بعضهم 7000 ريال ولديه إيجار وفواتير ومصاريف دراسية, فإذا كان قد توفر لـ"أبو ميشو" الذي يستعرض برحلاته السياحية في دول متفرقة من العالم وهو يصور ابنه النابغة "ميشو"؛ إذا كان قد توفر له المال إما عن طريق الميراث أو وظيفة أو تجارة, فإن غيره قد حاولوا مراراً وتكراراً أن يبلغوا من العيش أبسطه, فكان الفقر حليفهم والعسر صديقهم. احتقار المجتمع وصل إلى حديث للطفل "ميشو" عن المطاعم السعودية والأكل على الأرض, حتى هذه أصبحت أزمة يسخر منها الطفل، وهذا يعود إلى"القدوة" للأسف.
أي استعلاء هذا وأي تحقير للمجتمع؟ وأي تبسيط لقضايا مفصلية تسعى الدولة لحلها مثل التعليم والسكن والفقر, وهذا الأخ يعيش في كوكب آخر. إنها النعمة التي تجعل الإنسان يطغى. ليته يعيش في "صندقة" ثم نرى كيف يفتح حساباً بنكياً ويوفر.
http://www.youtube.com/user/M1SH000#p/f/0/yoNiZiOZB4M
