يكمن أهم هدف لإدارة أي منشأة في قدرتها على التحفيز المستمر لموظفيها وإبقاء معدلات إنتاجهم مرتفعة. ولذلك تقوم الشركات باستخدام برامج وسياسات تحفيزية بما يتوافق مع نشاط الشركة، فنجد الأنشطة التجارية التي تعتمد على البيع والتسويق تستخدم العمولة، وأخرى تعمد مكافأة الأداء، ومنها من يشارك الموظفين في جزء من الأرباح أو يعتمد الترقيات كمحفز للأداء.
ولتكون هذه السياسات فعالة، يجب أن تشمل كافة العوامل التي تؤثر في سلوك الموظف بالإضافة إلى قابلية التطبيق، بما في ذلك الدوافع والمهارات وفهم أهداف البرنامج والقدرة على قياس الأداء. إن أهم السلبيات التي تحاول البرامج التحفيزية أن تقلصها هي مواجهة الفشل في تحقيق الأهداف والسلوكيات السيئة وضعف الروح المعنوية في بيئة العمل وارتفاع معدل خسارة الموظفين وفقدان المواهب والانفصال في توقعات الأداء في مستوى الإدارة العليا عن واقع العمل.
وتمثل برامج الحوافز استثمارا كبيرا في معظم المنشآت. وحتى يحقق البرنامج عائدا كافيا على الاستثمار فيه، فإنه يتطلب المشاركة الكاملة والفعالة من جانب الشركاء في البرنامج. فبرامج التحفيز المربحة تصمم بشكل يأخذ في الاعتبار مصالح كافة المشاركين. ويتطلب برنامج الحوافز الناجح إرساء قواعد محددة بوضوح ومكافآت مناسبة واستراتيجيات للاتصال الفعال ومعايير لقياس النجاح. الدعامة الأساسية التي تساعد على تحقيق أهداف برامج التحفيز هي أنها تدفع الموظفين لبذل مزيد من الجهد كلما اقترب الموظف من تحقيق الهدف. ولذلك يجب أن تكون الأهداف ممكنة التحقيق وفي الوقت نفسه تتسم بنوع من التحدي الذي يرفع من وتيرة المنافسة الحميدة بين شركاء البرنامج.
إن أهم ما يجب التركيز عليه عند تشكيل برامج الحوافز لأي منشأة هو اختلاف بيئتها عن الأخريات، وأن ما يصلح لغيرها قد لا يصلح لها. فعلى سبيل المثال، قد تكون الحوافز المالية مفيدة في بعض الأنشطة مثل عمولة المبيعات، ولكنها في الوقت ذاته لا تضع مصالح الموظف مع مصالح المنشأة على الخط نفسه. فقد يؤدي الضغط على الزبون في بعض الأحيان لتحقيق هدف المبيعات مع خسارة الزبون وعدم عودته إلى المتجر مجددا.
بالإضافة إلى أهمية التركيز على الجانب المادي للحوافز، فإن الجانب المعنوي يحمل الأهمية ذاتها. فبحسب بعض الدراسات الاقتصادية، فإن إشعار الموظف بأهمية العمل الذي يقوم به يعد حافزا أكثر وأعلى كفاءة من أي حافز مادي. فالشعور بالأهمية على تواضع تكلفته، يولد لدى الموظف الشعور بالارتياح لبيئة العمل ويزيد من انتمائه للمنشأة وبالتالي تكون النتيجة زيادة في معدل إنتاجية الموظف على المدى الطويل.