فجر عضو المجلس البلدي بجدة بسام أخضر أمس، مفاجأة من العيار الثقيل، بدأها بتساؤل : هل المشاريع الموجودة حالياً كفيلة بتطويق كارثة الأمطار في حال وقوعها ؟ مشيرا إلى أن ما يحدث على الأرض وفي الميدان يكشف أن الأمر لم يختلف كثيراً عن العام الماضي، وأننا لم نفعل شيئا حتى الآن سوى عمل الدراسات وعقد الاجتماعات والحديث عن المشكلة والكارثة وأرقامها، ومعظم المشروعات شبه معطلة.

كما تساءل رئيس قسم الحماية المدنية بالدفاع المدني بجدة الرائد عبد العزيز الزهراني خلال ورشة العمل التي عقدها المجلس البلدي أمس: لماذا لم يتم تنفيذ المشروعات؟، حيث أكد أن جميع المشروعات والدراسات التي جرى التحدث عنها في الآونة الأخيرة لم تظهر حتى الآن على أرض الواقع، مشيرا إلى أن العمل لم يبدأ بشكل فعلي سوى في الأيام الماضية.

في المقابل.. اعترف مدير إدارة صيانة شبكات الأمطار بالأمانة المهندس لؤي عبده، أن أغلب المشاريع التي يتم تنفيذها حالياً كانت مقررة من السابق قبل كارثة السيول، وأشار إلى أنه تم البدء في مشروعين فقط، من التي تقررت بعد المأساة، وأن التجهيزات الحالية قادرة على استيعاب أية أمطار غزيرة تحدث في الفترة المقبلة، لكنها ليست بنفس القدر في حال حدوث سيول جارفة. واستغرب رئيس المجلس البلدي بعنيرة المهندس عبد العزيز البسام الذي حضر الورشة تأخر تنفيذ مشاريع تصريف المياه في جدة حتى الآن، وتساءل: كيف يتم الانتظار على المقاول 4 أضعاف المدة المقررة لتنفيذ المشروع في أمر يتعلق بكارثة قد تتجدد فى جدة.



دعا المجلس البلدي بجدة في ورشة العمل التي عقدها بمقره أمس، إلى أهمية مشاركة كافة الجهات المعنية بمواجهة الأمطار والسيول المتوقعة على المدينة خلال الفترة المقبلة، حيث تقررعقد اجتماع أسبوعي لبحث آخر التقارير والتطورات بهدف عدم تكرار كارثة العام الماضي التي تسببت في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

وحضر الورشة ممثلون عن الدفاع المدني وجامعة الملك عبد العزيز والرئاسة العامة للأرصاد وهيئة المساحة والجيولوجيا، والنقل والطرق، إضافة إلى أمانة جدة، وبمشاركة رئيس مجلس بلدي عنيزة عبد العزيز البسام الذي كان ضيفاً على المجلس، حيث جرى استعراض المشاريع التي يتم تنفيذها حاليا لتصريف المياه والسيول ووضع جميع الحلول الممكنة لمنع تكرار كارثة العام الماضي.

واستعرضت الورشة شريطا مصورا للمأساة التي عاشتها جدة خلال العام الماضي، وأكد رئيس المجلس حسين بن علوي باعقيل أن تجاوب جميع الجهات لدعوة المجلس تأكيد على أن الهم مشترك وأن الجميع على قلب واحد ويستشعرون الخطر ويحسون بالمسؤولية المناطة بهم، مشيرا إلى أن وجود كل الأطراف على طاولة واحدة يساعد في وجود حلول سريعة ومنطقية لتطويق أي أزمة قبل وقوعها.

وأهاب بالجميع لضرورة الاستفادة من أخطاء الماضي، وقال إن سيول العام الماضي أفرزت اهتماما أفضل بمنطقة شرق جدة، وكذلك تم تجفيف بحيرة المسك وهو تأكيد على أنه ليس هناك مشكلة لا يوجد لها حل، مشيرا إلى أنه في الأيام الماضية قام المجلس بجولات ميدانية على طريق الحرمين وبعض المناطق التي تضررت في العام الماضي ووجد تحسناً كبيراً، ونأمل أن يتم وضع خطة طواريء عاجلة تساعد الجميع على تفادي الأزمة في حال تكرار السيول.

ومن جانبه، أكد نائب الرئيس المهندس حسن الزهراني، أن اهتمام المجلس بمسألة الأمطار والسيول ليس وليد اليوم، مبينا أن المجلس عقد عام 1427جلسة طارئة لبحث موضوع الأمطار والسيول، وذلك قبل 3 سنوات كاملة من وقوع الكارثة، وتكررت الاجتماعات في أعوام 1428، و1429 وتم خلال الاجتماعات التشديد على ضرورة توعية المجتمع في حال سقوط أمطار غزيرة وسيول، وكذلك التشديد على الأوامر السامية بعدم البناء في الأودية وأماكن انجراف مياه الأمطار.

وأضاف أنه عقب وقوع كارثة العام الماضي عقدنا اجتماعاً طارئاً وأقمنا عددا من ورش العمل للتنسيق بين الجهات المختلفة المشاركة في تخفيف الألم عن المنكوبين، وخرجنا وقتها بـ34 توصية رفعت جميعها إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية، كما جرى التنسيق بشأنها مع الأمانة، حيث حرصنا على مشاركة جميع الجهات لتحقيق الانسجام المطلوب لخدمة مدينة جدة الغالية على قلوب الجميع.

وتساءل عضو المجلس بسام بن جميل أخضر: هل المشاريع الموجودة حالياً كفيلة بتطويق الكارثة في حال وقوعها ؟، مشيرا إلى أن ما يحدث على الأرض وفي الميدان يكشف أن الأمر لم يختلف كثيراً عن العام الماضي، وأننا لم نفعل شيئا حتى الآن سوى عمل الدراسات وعقد الاجتماعات والحديث عن المشكلة والكارثة وأرقامها، ومعظم المشروعات شبه معطلة.

كما تساءل رئيس قسم الحماية المدنية بالدفاع المدني بجدة الرائد الدكتور عبد العزيز الزهراني: لماذا لم يتم تنفيذ المشروعات؟، حيث أكد أن جميع المشروعات والدراسات التي جرى التحدث عنها في الآونة الأخيرة لم تظهر حتى الآن على أرض الواقع، مشيرا إلى أن العمل لم يبدأ بشكل فعلي سوى في الأيام الماضية، حيث كانت هناك بعض الإشكاليات الخاصة بصكوك الملكية التي أعاقت عملية إزالة بعض المناطق الخطرة، في حين أنه يتم الآن ردم الحفر الـ3 الكبيرة التي كانت موجودة في وادي قوس بعمق 30 متراً والتي وجد ت بها في العام الماضي جثث كثيرة.

وكشف أنه تم إجراء مسح شامل في الفترة الماضية لكل المناطق التي يتوقع أن تتضرر في حال تكرار الأمطار والسيول، وطالبنا بوجود حلول لبعض المدارس التي تقع في مناطق الخطر، وشددنا على أهمية وجود صلاحيات كاملة لمديري ومديرات هذه المدارس في اتخاذ القرارات في حال تهيأت الأجواء لسقوط الأمطار دون الرجوع إلى إدارة التربية والتعليم، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن جدة مازالت تحاول التعافي من الكارثة التي خلفتها السيول العام الماضي، حيث إن إجمالي البلاغات التي وصلت الدفاع المدني تجاوز 18 ألف بلاغ، ومازالت بعض البلاغات حتى الآن يتم التحقيق فيها، وشدد على أن الدفاع المدني يجري مسحاً لجميع أحياء جدة وليس للأحياء التي وقعت فيها كارثة العام الماضي فقط.

في المقابل.. اعترف مدير إدارة صيانة شبكات الأمطار بأمانة جدة المهندس لؤي عبدالقادر عبده، أن أغلب المشاريع التي يتم تنفيذها حالياً كانت مقررة من السابق قبل كارثة السيول، وأشار إلى أنه تم البدء في مشروعين فقط، من التي تقررت بعد المأساة، وأن التجهيزات الحالية قادرة على استيعاب أية أمطار غزيرة تحدث في الفترة المقبلة، لكنها ليست بنفس القدر في حال حدوث سيول جارفة.

وأكد ممثل الأمانة أن تأخر صرف الميزانية المخصصة لمشاريع الأمطار والمقررة بـ625 مليون ريال ساهم في تأخر تنفيذ المشروعات، علاوة على أن المراقب المالي كان يسجل بعض الملاحظات، مشيرا إلى أن هناك مشروعين أحدهما بـ69 مليون ريال، وآخر بـ16 مليون يمكن الاستفادة منهما في حال تكرار السيول التي وقعت العام الماضي، إضافة إلى أنه جارعمل تجارب للتأكد من فاعلية مضخات الأنفاق في كل جدة، حيث يتم تركيب مضخات لبعضها.

وتحدث رئيس قسم الجغرافيا ووحدة موارد المياه بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمود الدوعان، عن مناطق الخطر المتوقع واتجاه السيل الذي يصب في وادي قوس قبل أن يصطدم بمجمع أم الخير السكني ويؤدي بالتالي إلى ارتفاع منسوب المياه بصورة تجعله قادرا على الوصول إلى الدور الثالث في بعض المباني.

وأشار إلى أن الجامعة بالتعاون مع هيئة المساحة سلمت الأمانة دراستين مهمتين لمواجهة أي كارثة من هذا النوع في المستقبل وركزت في أغلبها على إقامة سدين في وادي قوس وعند الكيلو 14، إضافة إلى وضع قنوات تصريف في غليل وغيرها من الأحياء القريبة، مشيرا إلى أن مهمتهم انتهت عند تسليم الدراسة في حين تتولى الأمانة تنفيذ هذه المشاريع والتي مازال بعضها لم يتم العمل فيه حتى الآن.

واستغرب رئيس المجلس البلدي بعنيرة المهندس عبد العزيز البسام الذي حضر الورشة تأخر تنفيذ مشاريع تصريف المياه في جدة حتى الآن، وتساءل: كيف يتم الانتظار على المقاول 4 أضعاف المدة المقررة لتنفيذ المشروع في أمر يتعلق بكارثة قد تتجدد فى جدة.

وخلصت ورشة العمل إلى ضرورة وضع خطة طوارئ عاجلة خلال الأيام المقبلة لمواجهة أية أمطار أو سيول محتملة وحتى لا تتكرر كارثة العام الماضي، كما تقرر عقد اجتماع أسبوعي يجمع كل الأطراف على طاولة المجلس صباح كل أربعاء، مع أهمية التحرك السريع لتفعيل مشروعات تصريف الأمطار والسيول والتنسيق مع الأمانة للتعرف على أسباب تعثر بعض المشروعات والبرنامج الزمني لنهايتها.