تعاني إسرائيل إرباكا، مرده إلى الجريمة التي ارتكبتها بحق أسطول الحرية في المياه الدولية في البحر الأبيض المتوسط.

ومع أن القيادة الإسرائيلية كانت منذ البداية مصممة على استهداف المتضامنين الدوليين بحياتهم، وأن "الأمر سيأخذ مجراه في الإعلام إلى أن يخبو وحده"، نجد أن الخلافات الإسرائيلية- الإسرائيلية بين الجيش والسياسيين هي أكبر من أي وقت مضى، وكل جهة تريد أن تكشف الجهة الأخرى وتحملها مسؤولية المجزرة.

ربما من هنا رفض إسرائيل الدائم لتشكيل لجنة تحقيق دولية، حتى لا تكون الفضيحة بحجم الجريمة، لا بل يتركز المسعى الإسرائيلي على تحقيق داخلي يمكن لفلفته.

وما مزاعم بنيامين نتنياهو عن وجود "إرهابيين" على متن السفينة التركية "مرمرة" سوى ذر للرماد في عيون المجتمع الدولي، وجواز سفر جديد إلى واشنطن للقاء الرئيس باراك أوباما بعد أن تعذر على الرئيس الأمريكي استقباله ويداه مضمختان بدماء المتضامنين الأتراك.

هناك من يروج في واشنطن أن أوباما سيستقبل نتنياهو في الأيام المقبلة، وهي محاولة قد تنجح وليس في الأمر غرابة،إلا أن السؤال المحوري المطروح هو ماذا سيقول نتنياهو لأوباما وما هو التبرير الذي سيقدمه لارتكابه المجزرة سوى أكاذيب وادعاءات ممجوجة لا تمت إلى الواقع بصلة.

إن العناوين التي على أوباما أن يستخلصها من علاقته بنتنياهو موجودة في شوارع المدن الأوروبية والمدن الأمريكية التي انتصرت للحق قبل أن تتشكل لجان التحقيق.