أكدت دراسة علمية أن 46% من الحجاج الذين يقدمون من خارج المملكة لا يعلمون عن موقع السكن الذين يتم استئجاره من قبل بعثات الحج في العاصمة المقدسة أو المدينة المنورة، وأن 60% منهم لا يدركون المسافة بين السكن الذي سيسكنون فيه والحرم الشريف مما يؤدي إلى العديد من المشكلات ومنها رفض السكن من قبل الحجاج وبقاؤهم في الشوارع لفترات زمنية طويلة.

وذكرت الدراسة التي أجراها مؤخرًا الباحثون الدكتـور محمد فواز العميري والدكتور إحسان المعتاز والدكتورة أفنان محمد تلمساني من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج أن 83% من الحجاج كانوا يسكنون في المنطقة المركزية التي كانت تستوعب أغلب الحجاج، ولكن الآن وفي ظل المشروعـات التطويرية الكبيرة التـي استـدعت نـزع ملكية العديد من العقـارات اتجه الحجـاج إلى السكـن في أحيـاء أخـرى خارج المنطقة المركزية.

وبينت الدراسة أن 24% من حجاج الداخل تحديدا اتجهوا إلى السكن في مخططات الشرائع، و13% يسكنون العوالي، و8% يسكنون في مخططات الشوقية لانخفاض الإيجارات مقارنة بالأحياء الأخرى، و59% من الحجاج قدموا من خلال بعثات الحج، و41% قدموا من خلال الشركات السياحية، و27% يؤدون الفريضة للمرة الأولى، و26% أدوا الفريضة مرتين، و12% أدوا الفريضة ثلاث مرات.

وأوضحت الدراسة أن 62% من الحجاج يفضلون البقاء في السكن الذي تم استئجاره لهم خارج المنطقة المركزية بعد موسم الحج، وأن 37% يفضلون السكن في المنطقة المركزية مما يتطلب من الجهات الحكومية تكثيف الجهود لتوفير الخدمات الأساسية، مشيرة إلى رضا الحجاج عن مستوى نظافة السكن والأحياء التي يسكنون فيها. إضافة الى توفير الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب وتوفير وسائل السلامة والحراسات الأمنية، ووجود الدوريات الأمنية على مدار الساعة وتوفر الحافلات لنقل الحجاج من السكن إلى الحرم الشريف وتوفر المحلات التجارية والخدمات الطبية.

وكانت شرطة العاصمة المقدسـة رصدت خلال موسم الحج قبل الماضي اتجاه الحجاج إلى السكن خارج المنطقة المركزية وخاصة في مخططات (الشرائع-العوالي-الحمراء-الشوقية-الفيحاء-بطحاء قريش). كما رصدت بعض الملاحظات، ومنها عدم التغطية الأمنية الشاملة لمساكن الحجاج لتباعدها عن بعضها البعض، وعدم معرفة الحجاج لمساكنهم للعودة إليها وخاصة في الفترة المسائية، وعدم توفر وسائل النقل اللازمة من المساكن إلى الحرم وخروج النساء في الليل وعدم توفر المطاعم.