أكثر من 40% من المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم 2010، أعلنت تخليها عن مدربيها والاستعانة بغيرهم بعد نهاية مونديال جنوب إفريقيا مباشرة، دون أن يكون هناك رابط بين نجاح هولاء المدربين في الحدث الأهم عالمياً خلال الفترة من 11 يونيو الحالي وحتى 11 يوليو المقبل، أو إخفاقهم فيه.

ولم تتوان الاتحادات الأهلية لهذه المنتخبات في اتخاذ ما تراه مناسباً، ولم تفضل انتظار ما ستسفر عنه نتائج المونديال من باب اقتناعها بأن لكل مرحلة مدرب بمواصفات معينة، فما يتم من قرارات، لم يكن وليد موقف أو تجربة أو صدفة، وإنما سبق أن أتخذ مبكراً مع وقف التنفيذ، تطبيقاً لخطط قصيرة وأخرى طويلة المدى.

فذات الاتحادات (غير العربية) لم تقف عند النقطة التي دائماً ما يقف عندها (العرب) كثيراً متى أرادوا اتخاذ قرارات مماثلة، وهي التخوف من التأثير النفسي السلبي على اللاعبين والمدرب نفسه قبل خوض بطولة مهمة ككأس العالم، فهي تضع في المقام الأول المصلحة وفقاً لدراسة شاملة لكل الأحوال معدة من قبل فنيين واختصاصيين تنحصر مهمتهم في التقييم المؤسس.

فقد يكون من بين المدربين المستغنى عنهم مسبقاً، حائز على البطولة الأشهر أو وصيف لها أو آخر نجح في توظيف لاعبيه رغم قلة الامكانات، إلا أن كل ذلك لا يعني إلغاء ما تم اتخاذه من خطوات مستقبلية.

فالمدرب بطل اليوم ربما لا يكون متوافقاً مع احتياجات المرحلة التي تلي كأس العالم ليكون بطل الغد أيضاً، تماماً كما هو الحال بالنسبة للاعبين الذين تقدموا في السن.

هناك مدربون طالبوا بالرحيل عن منتخباتهم بعد نهاية كأس العالم لأسباب مختلفة، فبينهم من يرى أنه حقق نجاحاً بمجرد الوصول إلى المونديال، وآخر يطمح إلى توسيع باب رزقه بقبول تدريب منتخب أقل شهرة أو ناد لكن بزيادة في العائد المادي، وثالث يفضل الذهاب بعيداً لخوض مغامرة جديدة حتى وإن قلّ المردود المادي لعدم شعوره بالارتياح في عمله، ورابع لا يحب (طول الاستمرار) ويعشق التنقل من منتخب إلى آخر..

ما تم يؤكد أن جميع الأطراف (اتحاد ومدرب ولاعب) تتفق على تقدير شيء واحد هو احترام الاحتراف وفهم لغته وقواعده دون اجتهادات أو تحريك للبنود وتفصيلها (حسب الظروف والمزاج).