سيبقى اسم قائد الفريق الأول لكرة القدم في نادي نجران الحسن اليامي، منقوشاً في ذاكرة الملاعب السعودية بأحرف من نور، بعد أن عطرها بأهداف رائعة أسعدت الملايين من عشاق فنه، حتى وإن قرر الاعتزال، وسيظل اسمه بين أفضل النجوم "حسب اختيار كثير من النقاد" بجانب ماجد عبدالله وسامي الجابر وفهد الهريفي ويوسف الثنيان وآخرين.

وكان ذكاء الحسن الكروي سر تألقه الدائم ومبرر بقائه في الملاعب إلى جانب حسن خلقه الذي جذب إليه حب وتقدير الجماهير الكروية.

وتفتحت عقلية "الطير" الكروية، كما يحلو للجماهير أن تطلق عليه، منذ أن كان يلعب مع نجران في دوري المناطق، ففي إحدى المباريات أمام شرورة انطلق اليامي متابعاً كرة عالية كان يستعد لالتقاطها حارس مرمى شرورة، وعندها صاح أحد المشجعين ساخراً من ضعف توقع اليامي، وما هي ثوان حتى سقطت الكرة من يد الحارس وأودعها "الطير" المرمى، فكانت بداية أهداف ذكية عرفتها الملاعب السعودية، ومنها هدفه الرائع في مرمى حارس الأهلي المصري السابق أحمد شوبير في استاد القاهرة الدولي.

واقتحم اليامي طوال مشواره قلوب جميع جماهير الأندية السعودية بأدبه الجم وخلقه الرفيع وأهدافه الجميلة، وعن ذلك يقول "أسعى لإسعادها فقد وضعت ثقتها بي، وهذا يحملني عبئاً إضافياً".

وعن تألقه المتواصل يقول الحسن وهو الذي بلغ الـ38 من عمره حالياً وأحرز هدفه رقم 100 لنجران "أركض دون عناء أو ملل داخل المستطيل بتوفيق الله، وبفضل مواظبتي على التدريبات وعلى صحتي، إضافة إلى عدم السهر والنوم مبكراً والتقليل من السفر واقتصار ذلك على الإجازة الصيفية".

ويضيف "أواصل اللعب وممارسة كرة القدم في فترات التوقف أيضاً، وألعب على الأقل في كل ثلاثة أيام في الأسبوع، وهذا يجعلني محافظاً على لياقتي، وقبل كل هذا التقرب إلى الله ودعاء الوالدين, ومحبة الجماهير وثقتها في إمكاناتي".

عمادة لاعبي زين

يقول الحسن اليامي "أعتز وأفتخر بلقب "عميد" و"شيخ" لاعبي دوري زين للمحترفين بعد اعتزال محمد الدعيع، وأرى أنه يجب فيمن يسعى للحصول على هذا اللقب أن يلعب بفكر محترف، وأن يمتلك ثقة بالنفس".

ويعترف الحسن اليامي أنه أعد العدة لإنهاء مسيرته الكروية بعد مشوار حافل، وتمنى في قرارة نفسه ألا يتعرض لضغوط تجبره على المواصلة، مؤكداً أنه يريد مغادرة الملاعب وهو في قمة عطائه ومحاطاً بحب الجماهير، وأنه استمر الموسمين الماضيين استجابة لرغبة أمير نجران الأمير مشعل بن عبدالله.

ويرى الحسن اليامي أن اللاعب المعتزل يجب أن يختار عمله بعناية بعد الاعتزال، دون أن يرضخ للضغوط ولا بأس أن يسمع النصيحة من المقربين أو المحبين، ولكن يجب أن يكون قراره في النهاية صادراً منه دون عواطف، مشيراً إلى أنه يمكن أن يتجه إلى التدريب في ناد كبير وصاحب بطولات, أو يتجه للعمل في مجال إدارة الكرة أو عضوية مجلس الإدارة في نجران، وأن ذلك سيأتي "بعد تفكير عميق" لأنه سيكون في الواجهة عند الإخفاق. وأضاف "أعرف أنه ليس شرطاً أن ينجح اللاعب الموهوب بعد اعتزاله في مجال التدريب، وإن كنت أطالب بضرورة تواجد اللاعب في المجال الرياضي لأن الكرة حب وعشق"."البرق" لـ "الطير" لا تعتزل

وبقي الحسن اليامي مثلاً رائعاً للاعب المحترف المجتهد، ولذا حرص كثيرون من زملائه ومن العاملين في الوسط الرياضي على ضرورة استمراره في الملاعب، حيث يقول نجم الاتحاد السابق حمزة إدريس الذي رافق الحسن اليامي كثيراً، وحقق معه بطولات للاتحاد، إن تتويج الحسن شيخاً وعميداً للاعبي دوري زين للمحترفين يدل على موهبته العالية التي صقلها بالتدريب المتواصل، وأن الوصول لهذه المرتبة لا يتأتى إلا بالمحافظة على الصحة وتنظيم الوقت.

وقال إدريس الذي حمل لقب البرق "أتمنى أن يقتدي به اللاعبون الناشئون, وأن يراقبوا ماذا كان يفعل كلاعب في السابق وماذا يفعل وهو في هذا السن".

وتابع "تشرفت بمرافقة الحسن سواء داخل الملعب أو خارجه، ومهما تحدثت عنه فمن الصعب أن أفيه حقه, فهو لاعب على مستوى عال ويملك المهارة والأخلاق والإمكانات، وكان متعاوناً مع جميع زملائه عندما كان في الاتحاد، ويتميز بالغيرة وحب الشعار الذي يرتديه، وأعتبره من النجوم القلائل الذين تركوا بصمة في الكرة السعودية".

وتمنى حمزة إدريس أن يستمر الحسن بالملاعب حتى وإن قرر الاعتزال، وأن يعمل في مجال الكرة لأن لديه فكراً وثقافة رياضية عاليين.

قدوة للناشئين

بدوره، اعتبر مساعد مدرب الاتحاد حسن خليفة، أن الحسن اليامي يستحق أن يكون قدوة لجميع اللاعبين، خاصة الصغار والناشئين، وأنهم يجب أن يحذوا حذوه، مشيراً إلى أن استمراره في الملاعب بالرغم من تقدمه بالسن ليس غريباً بالنظر إلى أخلاقه وحرصه، معتبراً أنه من خيرة اللاعبين الذي مثلوا منطقة نجران، وقال "الحسن كسب حب اللاعبين والإداريين والمدربين والجماهير, وزاملته كلاعب ومن ثم كمدرب، وأعتبره محترفا حقيقيا، حيث كانت جماهير الاتحاد تحبه كثيراً, ومازالنا نتذكر ما كانت تردده "ألا ياطير ياليامي وين بلقاك الليلة".

وأضاف "الطير هو الوحيد الذي يعرف إن كان قادراً على الاستمرار في الملاعب أم لا، كما أن خبرته الطويلة في الملاعب ستمكنه من اختيار المجال الذي يرغب العمل فيه بعد الاعتزال، لأن فكره الرياضي ناضج جداً".

مؤهل لرئاسة نجران

من ناحيته، يقول رئيس نجران مصلح آل مسلم "الحديث عن الحسن يحتاج مجلدات، فقد أحبه الجميع، وهو يستحق لقب عمادة لاعبي الدوري، وأرى أنه مازال قادراً على الركض داخل المستطيل الأخضر".

وأضاف "الحسن مدرسة وأعتبره قدوة لجميع اللاعبين في النادي, وهو قريب منهم، ويقوم بدور مساعد المدرب داخل الملعب، فتجده يوجه ويعاتب ويناقش زملاءه اللاعبين الذين يعتبرونه القائد والقدوة ولا يتضايقون من توجيهاته بل يعتبرونها حافزاً لهم، وأتوقع أن يكون إدارياً فذاً، وأنا من المؤيدين أن يكون عمله في مجال الإدارة بعد اعتزاله، لأنه يملك الخبرة الكافية والثقافة الإدارية التي تؤهله لرئاسة نادي نجران في زمن ما".من جهته، طالب نائب رئيس نادي نجران صالح آل مريح بالاستفادة من خبرة الحسن في صقل الناشئين في جميع الأندية، مبيناً أنه لاعب يملك موهبة نادرة، وطالب بترشيحه عضواً في مجلس إدارة نادي نجران مستقبلاً.

أما عضو شرف نجران يحيى أحمد آل مرضمه فقد أعلن وقوفه مع الحسن حالياً كلاعب أو بعد الاعتزال، مشدداً على تواجده في النادي بعد الاعتزال، وطالب بإطلاق اسمه على أي منشأة بنادي نجران تقديراً لما قدمه للنادي.