من حسنات الربيع العربي، أن كانت للعرب في ربيعهم حسنات، إذ إن رمضان لم يتخفف من طغيان مسلسلات ستملأ ربيع القنوات، فقد بات لدى العرب قناعة بأن شهر رمضان مجرد مسلسل من عدة أجزاء، فالقنوات المصرية مشغولة بأجزاء مسلسل ميدان التحرير الذي أصبح مسمار جحا!

وسورية ستعوض جماهير باب الحارة بعد خمسة أجزاء بمسلسل الزعيم من جزأين عن الحارة الشامية (المطنطنة) بمثاليتها وقيمها وهي التي ذبح فيها الزعيم الراهن جحا وأبقى مسماره!

طبعا اليمن يكفيه مسلسل المبادرة الخليجية فدراما اليمن السعيد لا يشاهدها سوى مخرجيها!

والسودان انتهى مسلسله فجأة قبل رمضان وانقسم إلى سودانين من أجل مسلسل لا ينتهي!

وحدها ليبيا التي لا نعرف لها مسلسلا، إذ إن ملك ملوك أفريقيا يمثل فيلم نسخة طبق الأصل للراحل (صدام حسين مع الإمبريالية) الذي أصبح العراق بعده رمضاء متسلسلة نشاهدها بنشرات الأخبار ولا نكترث، لكن فيلم (القذافي مع الناتو) يفاوض فيه القذافي على مسلسل لابنه سيف الإسلام قبل نهايته اسمه (جحا ومسمار الناتو).

وهذا بطبيعة الحال ربيع الدراما الخليجية الحقيقي في قنواتها فخليجنا واحد وما دام أشقاؤنا العرب أشغلهم ربيعهم عن قنواتنا فجحا أولى بلحم ثوره!

مسلسلات خليجنا طبعا ستقدم قديمها المتجدد بمواضيع جديدة عن الحسد والفراق بعد الخيانة والجلطات الدماغية وعلاقات الشات ومطاعم الوجبات السريعة والجوالات الجديدة!

ومسلسلاتنا نحن طبعا، مثل أشقائنا عن الدنيا الدوارة، سنرى هوامير الصحراء الجزء الثالث بشركاته وقصوره وبحيراته والعيون الشريرة الصامتة!

وغشمشم بجزئه السادس و(كوت) فهد الحيان الضيق منذ ست سنوات!

وسكتم بكتم الجزء الثاني بكوميديا لا أثقل منها إلا نظرة تراجيدية حزينة أخيرة من فايز المالكي ومن علي المدفع في كل حلقة لنأخذ العظة!

الغريب أن كل مسلسلاتنا تتوالد الأجزاء منها تلقائيا حتى أصبحنا قدوة في ذلك، فورّثناها لإخواننا الكويتيين فمسلسل شر النفوس قدم الجزء الثالث!

وسر توالد الأجزاء بمسلسلاتنا منذ قرابة عقدين مع (طاش ما طاش) مرورا بـ(بيني وبينك) إلى الجزء الثاني من مسلسل (أم الحالة)؟

إنها مسمار جحا للقائمين عليها!