أكرر على قرائي نصيحة مزدوجة أن لا يستسلموا للتلفزيون وأفلامه إلا في أقل القليل، وعليهم الاقتصاد في الانسمام الإذاعي وحرب الإذاعات، وبالنسبة للأفلام فقد حصلت في نصف قرن ربما أقل من مئة فيلم جيد، أنصح بالاطلاع عليها مع روح النقد الحاضرة دوما، ومنها:

(تايكوس Tycos) فيلم نهاية العالم بضرب مذنب، حاول العلماء التملص منه كي لا يضرب الأرض بدون فائدة، وكانت الخطة حمل مئة ألف تحت الأرض مذكرا بسفينة نوح تحت أرضية، ولكن من سيقع عليه اختيار الحياة والموت؟ انتهى الفيلم مع هلاك من خطط لكل المشروع.

(اغتيال رئيس أو عملية إيكروس)

فيلم مثلوه بالفرنسي يقارب هذه القصة مع حقيقة كيفية اغتيال كيندي، لنعرف أن من قام بالجريمة هي الاستخبارات من فوق، ويموت على الطريق كل من اقترب من الحقيقة، بمن فيهم المدعي العام، لتقول له زوجته قبل تلقيه طلقة الموت إنها قصة إيكروس الذي كان له جناحان من شمع فلما اقترب من الشمس ذابت فوقع في لجة المحيط، بمعنى أن من يحاول الاقتراب من الحقيقة سيهلك، ولا تخلو النهاية بذلك من تراجيديا الحياة.

(بيت الأرواح House of Spirit)

تروي قصة الأوضاع في أمريكا الجنوبية الأرجنتين والانقلابات العسكرية وتحرر الفلاحين من قبضة الإقطاع والعسكر، يتخلل ذلك قصة حب بين فتاة وشاب من طبقتين مختلفتين جداً فينتصر الحب.

(سكور Score)

قصة متقاعد من مونتريال الكندية يقوم بضربته الأخيرة في السرقة بسرقة صولجان ملكي من جمارك المدينة، ومعه شاب يظن في نفسه الحذق فيحاول الاستيلاء على الصولجان في اللحظة الأخيرة ثم يهرب به ليكتشف أنه أخطأ فيما حمل، فلم يزد عن عمود حديد بئيس، ويتحول إلى مطلوب للعدالة في نفس الوقت. إنها لعبة الذكاء الفعلية، وإعادة الحسابات جيدا مع الفطنة والتدريب والنضج.

(يمكن أن يحدث لك)

فيلم الذكاء والملاحقة بين مزور للشيكات ورجل القانون، وهي قصة حقيقية وقعت تكاد لا تصدق عن ذكاء شاب انتحل العديد من المهن، بما فيها محامي وطبيب أورثوبيديا في قسم الطوارئ، وتنتهي المطاردة بالإمساك بالمحتال بعد نصب وعذاب، ولكن الأذكى أنه يتم استخدامه في نفس دائرة كشف المحتالين، وهي قمة الذكاء الحقيقي أن يسلك اللص الفن الذي يحب في خدمة العدالة وتدمير شبكة التزوير واللصوص. فيلم يمسك فيه الإنسان أنفاسه من هذه القصة الحقيقية.

بوابة الخروج (Terminal)

قصة مأساوية عن رجل هارب من جمهورية الخوف، ويذكرنا جدا بالجملوكيات العربية (عفوا تحول الجمهوريات إلى كائنات الهيبريد) ويعلق في جمارك نيويورك فلا خروج ولا دخول ولا عودة لبلده ولا إمكانية دخول أمريكا.

إنها قصة مأساة الكثيرين من الفارين من بلادهم غير المستقرة.

(لورنس)

صاحب كتاب أعمدة الحكمة السبعة، وأعظم جاسوس ومحتال في تاريخ الإمبراطورية البريطانية، حين رتب لهزيمة العثمانيين في المنطقة وانسحابهم بالتعاون مع بريطانيا من مصر، وليدخل الجنرال اللنبي إلى القدس وتنسحب القوات العثمانية من العراق وسوريا، وتبدأ مرحلة الاستقلال العربي بدون استقلال.

إنه فيلم يؤرخ لحقبة سوداء من تاريخ العرب، وزوال دولة بني عثمان قبل أن تستيقظ من جديد على يد الطيب أردوجان.