أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن القيادة العراقية تلقت باهتمام كبير مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودعوته القادة العراقيين للاجتماع في المملكة بعد الحج، واصفا تلك الدعوة بأنها مبادرة خير ومبادرة حسن نوايا جاءت لخدمة الشعب.

واعتبر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن ردود الأفعال العراقية على مبادرة خادم الحرمين هي ردود إيجابية، مؤكدا أنه تجري حاليا مشاورات مكثفة مع مختلف القوى العراقية. وقال إنه تشاور هاتفيا مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ومع رئيس وزراء العراق نوري المالكي ومع وزير الخارجية هوشيار زيباري ونائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي كما استقبل رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، موضحا أنه سوف يتشاور مع الرئيس العراقي جلال طالباني.

في غضون ذلك برزت مخاوف من عودة العنف الطائفي "بفعل الفراغ الأمني واتساع الخلاف السياسي". وبعد يومين من حادث اقتحام كنيسة سيدة النجاة في حي الكرادة ووقوع سلسلة تفجيرات في مناطق متفرقة من العاصمة، بدت بغداد أمس وكأنها تعيش حالة حظر تجول.




أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن المبادرة السعودية لجمع القادة السياسيين العراقيين "قد تساعد في حث القيادات العراقية أن تكون أكثر إيجابية" مشيرا إلى أن حكومته لم تتلق خطابا رسميا بشأنها. وأوضح زيباري في مؤتمر صحفي "تلقينا باهتمام كبير المبادرة الكريمة لملك السعودية وهي مبادرة خير ومبادرة طيبة ونصفها بأنها مبادرة حسن نوايا جاءت لخدمة الشعب".

ومن جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في تصريحات بمقر الجامعة أمس: إن ردود الفعل العراقية على مبادرة خادم الحرمين الشريفين هي ردود إيجابية. مؤكدا أنه تجري حاليا مشاورات مكثفة مع مختلف القوى العراقية. وقال: إنه تشاور هاتفيا مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ومع رئيس وزراء العراق نوري المالكي ومع وزير الخارجية هوشيار زيباري ونائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي. كما استقبل رئيس وزراء إقليم كردستان العراق. موضحا أنه سوف يتشاور مع الرئيس العراقي جلال طالباني.

وفي سياق متصل رحب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس مركزها في تونس الشاذلي النفاتي بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيادات العراقية للاجتماع في مدينة الرياض بعد موسم الحج للتشاور من أجل إيجاد حل لتشكيل الحكومة في العراق. وقال لقد "عودتنا المملكة على المبادرات الرائدة من أجل وحدة الصف العربي ولم شمل الفرقاء عندما تحدث خلافات بينهم".

وفي غضون ذلك برزت مخاوف من عودة العنف الطائفي "بفعل الفراغ الأمني واتساع الخلاف السياسي". وبعد يومين من حادث اقتحام كنيسة سيدة النجاة في حي الكرادة ووقوع سلسلة تفجيرات في مناطق متفرقة من العاصمة، بدت بغداد أمس وكأنها تعيش حالة حظر تجول، نظرا لامتناع أعداد كبيرة من المواطنين عن الالتحاق بأعمالهم، فيما سخرت الحكومة المنتهية ولايتها أجهزتها الاعلامية لتوجيه الاتهامات إلى ما يعرف بـ"الصداميين والتكفيريين" بالوقوف وراء تنفيذ تلك الأحداث، مشيرة إلى أن حصيلة تفجيرات ليل أول من أمس بلغت 64 قتيلا و364 جريحا حسبما أعلن وزير الصحة.

ودعا القادة العراقيون الأجهزة الأمنية والعسكرية إلى "سد الثغرات أمام الجماعات المسلحة والقيام بنشاطات استخباراتية لكشف مخططاتهم الإجرامية ضد الشعب العراقي". وطالبوا القوات العراقية بـ"مضاعفة الجهود لملاحقة العصابات الإجرامية". وقال الرئيس العراقي جلال طالباني في بيان: إن "القوى الإرهابية الغاشمة أقدمت على ارتكاب سلسلة منسقة من الجرائم ضد أبناء شعبنا بتفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة في مناطق مختلفة من بغداد ما أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى والمصابين وإحداث خسائر مادية كبيرة". وأضاف: أن "التوقيت المنسق لهذه الجرائم واختيار مواقعها واستهداف المدنيين الآمنين يشير إلى المآرب الشريرة لمرتكبيها ومن يقف وراءهم فهم يسعون إلى إشاعة الرعب والهلع وإثارة الفتن ودفع البلاد إلى حافة الاحتراب الأهلي وتعويق مفاوضات تشكيل الحكومة التي بلغت مراحل متقدمة وتعطيل العملية السياسية برمتها". وذكر أن "الأجهزة والسلطات المعنية مطالبة بالعمل الفوري لسد الثغرات التي يتسلل منها الإرهابيون".

من جانبه وصف رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في بيان الانفجارات التي هزت بغداد بأنها "محاولة مفضوحة لإثارة الفتنة الطائفية وتمزيق الوحدة الوطنية"، وقال: إن "الأعمال الإجرامية التي استهدفت المسيحيين في كنيسة سيدة النجاة والمدنيين الأبرياء في مناطق بغداد هي تفجيرات سياسية بامتياز هدفها تعطيل تشكيل الحكومة العراقية بعد أن لاحت بالأفق بوادر الاتفاق بين القوى السياسية على تشكيل الحكومة وعقد جلسة للبرلمان".

وقال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي: "إذا كان الهدف من العملية الإرهابية في الكنيسة هو التشكيك بقدرات القوى الأمنية، فإن هدف هجمات الثلاثاء البربرية هو لي ذراع الدولة العراقية وإجبار الكتل السياسية على الخضوع للأجندات الأجنبية في إطار عملية مكشوفة لتحقيق أهداف سياسية لصالح قوى خارجية تريد فرض إرادتها على المشهد الوطني العراقي بالقتل والتدمير والتخريب وزرع الفتنة". وأضاف: أن "التصدي للإرهاب يستلزم وقفة وطنية موحدة تتجاوز منطق الصراع والمناكفة والسعي وراء المكاسب الفئوية، وتتبنى منطق التضامن والشراكة الأمر الذي يستلزم خطوات عقلانية إيجابية عملية من الأطراف كافة للإيفاء باستحقاق تشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن عبر الاستثمار الأمثل والجاد لما هو مطروح من مبادرات سياسية".

ووصف رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم الانفجارات بأنها "من الجرائم البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية، عبرت عن مدى الهمجية والحقد الذي تكنه هذه العصابات ضد شعبنا العراقي".

وطالب المستشار العسكري السابق لرئيس الجمهورية وفيق السامرائي أعضاء مجلس النواب بعقد جلسة فورية لبحث تداعيات الوضع الأمني في البلاد. وقال لـ الوطن" عبر اتصال هاتفي من مقره في لندن "يجب على مجلس النواب أن يأخذ على عاتقه بحث تداعيات الوضع الأمني لأن الحكومة المنتهية ولايتها، وكما هو واضح غير معنية بحفظ أمن المواطنين فالوضع بات خطيرا ويتطلب وقفة جادة من قبل الجميع بترك الخلاف السياسي جانبا والنظر إلى حجم المخاطر التي تهدد الوطن". وحذر من احتمال عودة الاقتتال الطائفي في حال تكرار تنفيذ حوادث مماثلة".

وفي سياق متصل أكد تنظيم القاعدة في العراق أن المسيحيين أصبحوا "أهدافا مشروعة للمجاهدين" بعد انتهاء مهلته التي حددها للكنيسة القبطية في مصر لإطلاق سراح سيدتين. وكانت "دولة العراق الإسلامية" أمهلت الكنيسة القبطية في مصر 48 ساعة للإفراج عن مسيحيتين قبطيتين قال إنهما "اعتنقتا الإسلام ومأسورتان في سجون أديرة في البلاد". وفي القاهرة طالب رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان نجيب جبرائيل "بأخذ تهديدات القاعدة على محمل الجد". وقال جبرائيل إن الكنيسة تقوم باتخاذ إجراءات تضمن سلامة مرتاديها، مثل تقليل الاحتفالات الليلية، وتخفيف كثافة المتواجدين بها".

إلى ذلك أكد الرئيس السوري بشار الأسد "ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تحظى بتأييد الشعب العراقي ليكون باستطاعتها إعادة الأمن والاستقرار للعراق". وجدد الأسد خلال استقباله أمس نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي في دمشق دعم سوريا لكل ما يتوافق عليه العراقيون. من جانب آخر أعلن الرئيس المؤقت للبرلمان العراقي فؤاد معصوم أن مجلس النواب سينعقد الاثنين المقبل لاختيار رئيسه ونائبيه بعد مضي ثمانية أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية.