قتل اليوم (الجمعة 5/11/2010) 69 مصلياً على الأقل، بينهم 11 طفلا، وأصيب أكثر من 100 بجروح في هجوم انتحاري وقع أثناء صلاة الجمعة داخل مسجد في شمال غرب باكستان، البلد الذي يشهد منذ 3 سنوات موجة اعتداءات دامية تشنها حركة طالبان وأسفرت عن حوالي 3800 قتيل .

وقال قائد الشرطة المحلية خالد عمر ضائي في تصريح تلفزيوني إن الانتحاري فجر حزامه الناسف وسط المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة في مسجد اخوروال، البلدة القريبة من بيشاور كبرى مدن شمال غرب باكستان .

من جهته قال غول جمال خان المسؤول في الإدارة المحلية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "حتى الساعة هناك 50 قتيلا، بينهم 11 طفلا"، مبديا خشيته من احتمال ارتفاع الحصيلة، ومشيرا إلى أن "أكثر من 100 شخصا أصيبوا بجروح" .

 وأضاف أن "السقف الرئيسي للمسجد انهار وهناك أشخاص عالقين تحت الأنقاض" .

 وقتل حوالي 3800 شخصا منذ صيف 2007 في سلسلة أعمال عنف في سائر أنحاء البلاد بلغ عددها حوالي 400 بين هجوم وتفجير، غالبيتها انتحاري وتبنتها حركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة، أو نسبت إليها أو إلى مجموعات أخرى متحالفة معها .

ووقع اعتداء الجمعة في مقاطعة دارة آدم خيل حيث يشن الجيش الباكستاني عملية عسكرية ضد المتمردين المتطرفين .

وقال عمر ضائي "كنا ننتظر مثل هكذا اعتداءات" .

ويستهدف الانتحاريون في باكستان عادة مباني رسمية أو قوات الأمن، ولكنهم منذ أشهر باتوا يركزون هجماتهم أكثر فأكثر على المدنيين ولا يوفرون فيها دور العبادة ولا سيما تلك التابعة للأقليات المسلمة في باكستان مثل الشيعة والصوفية، وهما طائفتان تعتبرهما حركة طالبان السنية المتشددة مرتدين .

وفي 3 سبتمبر قتل حوالي 60 شخصا وأصيب أكثر من 200 بجروح في اعتداء انتحاري استهدف تجمعا للشيعة في كويتا (جنوب شرق) .

وفي 2 يوليو أوقع اعتداء انتحاري مزدوج 42 قتيلا في مرقد إمام صوفي في لاهور كان يومها مكتظا بالمصلين. وفي 7 أكتوبر قتل 9 أشخاص في اعتداء انتحاري أيضا استهدف مرقدا صوفيا في كراتشي في جنوب البلاد .

وكانت حركة طالبان أعلنت في صيف 2007 الجهاد ضد إسلام آباد بسبب انضمام الحكومة الباكستانية إلى "الحرب على الإرهاب" التي شنتها واشنطن .

وأصبح المعقل الرئيسي لحركة طالبان في المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان ملجأ عالميا لقادة ومقاتلي القاعدة وكذلك أيضا قاعدة خلفية لمتمردي حركة طالبان الأفغانية الذين يقاتلون على الجانب الآخر من الحدود الحكومة والقوات الدولية التي تدعمها .

وتشن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي ايه" بشكل شبه يومي غارات بواسطة طائرات من دون طيار تستهدف عناصر وقياديين في حركتي طالبان الباكستانية والأفغانية وتنظيم القاعدة في المناطق القبلية الباكستانية .

وخسر الجيش الباكستاني أكثر من 2400 جندي في المناطق القبلية منذ نهاية 2001 حين انضمت إسلام آباد إلى واشنطن في الحرب التي أعلنتها الأخيرة على تنظيم القاعدة الذي تبنى اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر2001  .غير أن مسؤولين أميركيين عديدين يتهمون السلطات الباكستانية بعدم بذل كل ما بوسعهم من أجل مكافحة القاعدة وحركة طالبان الأفغانية .

وتؤدي الهجمات التي يشنها الجيش الباكستاني في المناطق القبلية إلى رفع وتيرة الهجمات التي ينفذها المتمردون وتدمي باكستان، وهي فاتورة باهظة للحرب على الإرهاب تدفع ثمنها القوات العسكرية والسكان المدنيون على حد سواء .

وخلال السنوات الماضية انتشر الشعور المناهض للولايات المتحدة بشكل واسع في أوساط الباكستانيين البالغ عددهم 170 مليونا .

من جهة أخرى وقع اليوم انفجار ثان بمسجد شمال غرب باكستان ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 14 آخرين بجروح، وذلك بعد ساعات على مقتل 66 شخصا في هجوم انتحاري استهدف مسجدا آخر في المنطقة نفسها، كما أعلنت الشرطة وطبيب .