يمكنك الاتصال بقلبك، فالأرض هي عالمك ومملكتك، ومن خلال هذا الاتصال، ستكتشف أنك محمي في هذه الأرض بملائكة ترافقك، ليس بالضرورة أن تصير الحياة أسهل، لكنك ستشعر بالقوة، وسيكون الألم أكثر احتمالا.

هذه هي ديباجة أو ملخص كتاب "اكتشف ملاكك الحارس" للأميرة النرويجية مارتا لويس ويعني بالهولندية "Ontdek je beschermengel"، والذي صدرت منه أول نسخة مترجمة باللغة الهولندية أمس السبت، لتثير اهتماما بين القراء الهولنديين بل وبين الأوساط الأدبية والدينية، لما يحويه مضمون الكتاب من عقيدة دينية قريبة من الإسلام، وهو الإيمان بوجود ملائكة تحرس الإنسان وتحميه، وذلك رغم عدم مساس الكتاب من قريب أو بعيد للعقائد الدينية.

وتؤكد الأميرة مارتا في كتابها أنها شمت رائحة هذا الملاك ذات يوم، وكانت رائحة عطرة كالورد لم تعرف لها مثيلا، ومنذ هذا اليوم تغيرت حياتها، وفارقت خجلها المعهود، وأصبحت أكثر ثقة وإقبالا على الحياة بكل ما بها.

والكتاب ألفته الأميرة مارتا (39 سنة) بمساعدة من الكاتبة أليزابيث سايموني، وقامت بترجمته في هولندا دار النشر "تيرا لانو"، وتقول مارتا في كتابها "في أواخر التسعينات كان أول لقائي مع الملائكة عندما كنت أدرس العلاج الطبيعي في جامعة ماستريخت بهولندا، فقد كنت أقرأ كتابا حول الملائكة، وإذا بي أشتم رائحة ورد عطره لا مثيل لها، وشعرت بنوع من المحبة يداخلني، شعرت بوجود اتصال ملائكي.

وتضيف "ومنذ هذا اليوم تغيرت حياتي، فقد كنت أعاني من شعوري بانعدام الأمن بجانب شعوري بالخجل، إلا أن اتصالي الروحي بالملائكة منحني القوة، ليس بالضرورة أن تصير الحياة أسهل من خلال اعتقادك بوجود ملائكة تحميك، لكن من المؤكد أنك تصير أقوى، فاعتقادي بوجودها لم يمنع يدي مثلا من الاحتراق وأنا أتعامل مع موقد في أمستردام، لكن من المؤكد أنه يخفف الشعور بالألم.

وتقول في كتابها أيضا، "لقد مضت سنوات، قبل أن تتبدل روحي لشعوري بالملائكة، ولكني منذ ذلك الحين، أدرب تلامذتي على التأمل وتطوير الذات، وأتنقل من مكان لآخر في أوروبا لتعريف الطلاب كيف يكون اتصالهم بالملائكة، وكيف تقوى أرواحهم"، مشيرة إلى أنها تدرك أن البعض يشكك في كلامها، وقد يصفه بالجنون، ولكن على الجميع احترام آراء الآخرين رغم ما لديهم من اختلافات.

يذكر أن الأميرة مارتا لويس هي ابنة الملك هارالد الخامس، والذي يتربع الآن على عرش البلاد منذ عام 1991 خلفا لوالده أولف الخامس، ولا ترتبط أميرة النرويج بهولندا من خلال ترجمة كتابها هذا، أو دراستها السابقة للعلاج الطبيعي في جامعة هولندية، بل توجد علاقة عميقة بين الأسرة المالكة الهولندية، وبين الأسرة الملكية النرويجية، وهي علاقة توصف بالصداقة والحميمية.