مجموعة من الشباب الطموح وجدوا أنفسهم فجأة على قارعة الطريق وليس في زوادتهم سوى بضع وريقات أفنوا ربيع العمر في سبيل الحصول عليها، دبلوم الكلية الصحية قسم المختبرات، دورات تدريبية من هنا وهناك، شهادة حسن السيرة والسلوك، علها تنفع، وبطاقة إجازة من الهيئة الصحية، لكنهم بلا نقود ولا وظائف ولا معين، سمعوا عن أبواب الوزراء المفتوحة وأحضانهم الحنونة، فتوجهوا بكل حماس الشباب واندفاع الطامحين إلى أبواب وزير الصحة، يقودهم فتى ينضح بالعزيمة والإصرار وحب الوطن اسمه مرتضى، لكن المفاجأة أنهم وجدوها مغلقة وعليها حجاب وحراس، تدافعت في أذهانهم كل الصور المتلفزة التي سمعوها وشاهدوها من كلمات وتصريحات الوزراء التي يعلنون فيها أنهم في خدمة المواطنين، وأن أبوابهم مشرعة على مصراعيها لهم، وووووو ومسلسل طويل من اللكمات عفواً أقصد الكلمات، طالبوا بحقهم في لقاء وزيرهم، لكن الحاجب دفع بقائدهم ورمى بأوراقه ونهره، وطلب منهم الابتعاد، لكن القائد وقف من جديد وأبلغهم أنه يريد كتابة خطاب للوزير، إلا أن الحاجب نهره وأبلغه أن الإهمال ينتظر خطابه مقدماً وأنه لن يبرح هذا الدرج، فالوزير لا يقرأ مثل هذه الخطابات، فسنة واحدة بلا وظيفة لا تعد شيئا أمام سنوات لآلاف مؤلفة من الشباب العاطلين، جمع الشباب أوراقهم وإحباطاتهم وقرروا التوجه إلى دولة شقيقة كانوا قد ذهبوا إليها في رحلة البحث عن عمل، فقد صعق موظف المستشفى عندما أخبروه بأنهم وبكل طاقاتهم وحبهم للعمل عاطلون منذ سنة كاملة.

الموظف وعدهم بوظائف فورية لاستثمار طاقات الشباب وحماسهم، لكن مرتضى أخبرني أنهم قرروا العودة إلى بلادهم، بدلا من الموت انتظارا على أبواب وزير الصحة (المغلقة) إن لم ننقذهم قبل فوات الأوان.